يشارك الفيلم المغربي "العبد"، لمخرجه عبد الإله الجواهري، في المسابقة الرسمية للدورة ال33 من مهرجان قرطاج الدولي، الذي سيقام خلال الفترة الممتدة ما بين 29 أكتوبر و5 نونبر المقبل، في تونس، بمشاركة 11 فيلما سينمائيا. ويعالج هذا الفيلم الروائي الطويل "العبد" مفهوم "الحرية والعبودية"، من خلال طرح مجموعة من الأسئلة حول إرادة الإنسان وإذا ما كان حرا فعلا أم أنه مقيد بمجموعة من القوانين والتقاليد التي تجعله خاضعا لها وعبدا دون أن يدري؟. ويناقش الفيلم هذه القضايا من خلال قصة شاب يدعى "ابراهيم" يقوم بعرض نفسه للبيع بأحد الساحات لرغبته في أن يكون عبدا وأن لا يوصف بالإنسان الحر في الوقت الذي لا يشعر فيه بأنه حر. "ابراهيم" الذي حل بأحد البلدات التي يحج لها الناس من كل فج عميق للاشتغال بمعمل كبير بها في ملكية برجوازي يدعى "سي بن عمر"، يدخل في مجموعة من المواجهات مع الأخير أثناء بحثه عن تساؤلاته حول الحرية. وأوضح عبد الإله الجوهري في تصريح سابق لجريدة "العمق"، أن "اختياره لتصويره أحداث فيلمه بالمنطقة الشرقية وبالتحديد بين مدينتي فكيك ووجدة، جاء بسبب بحثه عن فضاء مميز يجمع بين المناطق الصحراوية والخضراء، وكذا من أجل توظيف هذه الفضاءات التي تزخر بتراثها الغني الذي لم يسبق أن تم استغلاله في أي أعمال من قبل. ويشارك في فيلم "العبد" مجموعة من الفنانين المغاربة منهم، إسماعيل أبو القناطر، نعيمة إلياس، عمر لطفي، سحر الصديقي، ماجدة زبيطة، بالإضافة إلى حميد زيان، سعد موفق، وهاجر شرقي. وقالت ماجدة زبيطة إنها "تجسد دور شخصية "جافي" وهي شابة يهودية مغربية تبيع الأثواب في المنازل، وهي مهنة تقليدية كانت منتشرة بين اليهود المغاربة"، موردة أن "هؤلاء الشابات كن معروفات ببشاشة وجههن وذكائهن في التعامل مع الزبناء". وأضافت زبيطة أن "بعد قراءة سيناريو هذا العمل قامت بدراسة معمقة حول تفاصيل شخصية اليهوديات المغربيات وطريقة حديثهن ومظهرهن الذي يشبه النساء الغجريات حتى تتمكن من تجسيد تفاصيل شخصيتهن بإتقان". يشار إلى أن "العبد" يعد الفيلم الثالث في مسار عبد الإله الجوهري السينمائي الروائي الطويل وال 10 ضمن قائمة الأفلام التي أشرف على إخراجها منذ عام 2011 من بينها فيلم "الراقصة"، "رجاء بنت الملاح"، "مغاربة بوليوود".