يقف المخرج المغربي عبد الإله الجوهري، من جديد، وراء عدسات الكاميرا، في فيلمه الروائي "العبد" لفتح نقاش حول تناقضات "الحرية والعبودية" وفق منظور فلسفي. ويُعالج الفيلم السينمائي، الذي انتهى المخرج من تصوير أحداثه، الضوابط والقواعد التّي تُقيّد حرية الإنسان المُعاصر، أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي، سواء في العمل أو الشارع أو في علاقته مع الآخر. كمَا يُجيب الفيلم السينمائي، حسب الجوهري، عن عدة تساؤلات على علاقة ب"إكراهات الأعراف والتقاليد التّي تُقيّد حرية الإنسان، من خلال قصة إبراهيم الذي يجد نفسه أمام عدة تساؤلات تتمثل في: 'هل الحرية تكمن في حب الله، أم في حب الإنسان، أم في حب الوطن؟'، لنكتشف مع سيرورة الأحداث أن حرية الإنسان تتمثل في حبه لله والوطن ولأخيه الإنسان". واختار الجوهري تصوير أحداث فيلمه "العبد" بالمنطقة الشرقية، وتحديدا بمدينتي وجدة وفكيك، وهو ما يفسّره مخرج العمل ب"المؤهلات الطبيعية والديكورات التي تزخر بها، دون إغفال تراثها الغني الذي لم يتم استغلاله في السينما الوطنية والعالمية". ويُشارك في بطولة الفيلم ثلة من الفنانين، أبرزهم إسماعيل أبو القناطر، وعمر لطفي، وسحر الصديقي، وماجدة زبيطة، ومحمد الأثير، وحميد زيان؛ فيما أبرز الجوهري في هذا الصدد أنّ الأهم بالنسبة له هو "مشاركة وجوه فنية تنتمي إلى المغرب الشرقي، مثل مدينتي وجدة وفكيك، بأدوار مختلفة". وكان الجوهري ناقش في أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه "تجليات المكان/ الفضاء في السينما"، وخلص من خلالها إلى عدم اهتمام المخرجين المغاربة بمكون الفضاء ضمن الأعمال السينمائية، وقال في حديث لهسبريس: "المخرج يصب اهتمامه على الحكاية والشخصيات، في حين أنّ الفضاء آخر ما يمكن التفكير فيه، ويعتبره مكاناً فقط لاحتضان الأحداث".