رصد الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش تنامي ظاهرة الإرهاب في القارة الإفريقية جنوب الصحراء، وأكد التزامه باستمرار الجهود للقضاء على التنظيمات الإرهابية في جميع مناطق العالم، كما أبرز الدور الهام للجهود المدنية في هذا الصدد ودور الحكومات في مكافحة الإرهاب على مستوى أراضيها. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في ندوة صحافية في اختتام الاجتماع الوزاري أن الأخير كان مثمرا وناجحا، وأنه رصد تنامي الإرهاب في القارة السمراء وجدد العزم على مواصلة الجهود للقضاء على داعش والتنظيمات الإرهابية. وأبرز بوريطة أن القارة السمراء أصبحت هدفا رئيسيا للإرهاب، حيث أصبحت القارة تضم 27 كيانا مسجلا على قائمة عقوبات مجلس الأمن باعتباره جماعة إرهابية، وأن 48 في المائة من القتلى بسبب الهجمات الإرهابية يسقطون في إفريقيا، إضافة إلى نزوح مليون ونصف شخص في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل. ودق الوزير المغربي خطر الإرهاب في إفريقيا مسجلا أنه تم رصد تطورات تكيتيكية لدى الكيانات الإرهابية حيث أصبحت تستخدم طائرات بدون طيار في عمليات الاستطلاع، والتكنولوجيات الحديثة في التخطيط والتمويه مثل الاعتماد على العملات المشفرة. وسجل بوريطة تنامي العلاقة بين الكيانات الإرهابية والانفصالية، حيث أصبح "الإرهاب يغذي الانفصال والعكس"، على حد قوله. التهديدات الإرهابية تؤثر سلبا على مسار التنمية في إفريقيا، حيث كشف الوزير المغربي أن الإرهاب يؤدي إلى خسارة 70 مليون دولار ويؤثر على استقرار الدول. من جهتها، أبرزت مساعدة كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، أو الولاياتالمتحدةالأمريكية تدعم جميع جهود مكافحة الإرهاب وقررت تحديد مبلغ مهم هذه السنة لهذا الغرض. واعتبرت نولاند حضور 13 بلد إفريقي في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش بمراكش، "إشارة قوية لداعش أننا سنبقى معا ومتضامنين للقضاء عليها". وكشفت أن الإدارة الأمريكية خصصت هذه السنة 60 مليون دولار لمكافحة الإرهاب في داعش، و40 مليون دولار لإعادة الأمن والاستقرار لسوريا، وأن تفكر في الترخيص بالاستثمارات الخاصة في المناطق التي تم تخليصها من قبضة داعش في سوريا. وشددت نولاند على أهمية الجانب الاقتصادي وتشجيع الاستثمار في القضاء على داعش والتصدي للتحديات الإرهابية، كما أكدت على دور المدنيين في هذا الورش الذي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار وعلى الحياة. ويذكر أن الاجتماع الوزاري الذي شهدته مراكش اليوم، عرف مشاركة 73 دولة، وحضرها 47 وزيرا بشكل شخصي، إضافة إلى 400 مشارك من مختلف دول العالم، وعرف اجتماع مراكش انضمام دولة البنين إلى التحالف لتصبح العضو رقم 85. وعرفت أشغال الاجتماع تركيزا كبيرا على الوضع في إفريقيا، كما شهد لفت أنظار العالم إلى منطقة جديدة من المناطق التي يهددها الإرهاب وهي منطقة خرسان. وخلص الاجتماع الوزاري إلى التأكيد على استمرار العزم في القضاء على داعش وحماية المكاسب السابقة للتحالف، واستمرار التعاون والتصدي الجماعي للتهديدات الإٍرهابية، إضافة إلى تسليط الضوء على دور المدنيين في هذا الجانب باعتبارهم حجز الزاوية في القضاء على داعش. وشدد الاجتماع، حسب بوريطة، على أن "أي حل دائم لانتشار داعش في إفريقيا يعتمد على جهود السلطات الوطنية والجهود الإقليمية"، كما "سيظل التحالف مدعوما بجهود المدنيين بما يتوافق مع حاجيات دول إفريقية"، كما شدد الاجتماع على "محاسبة قادة ومرتكبي الأعمال الإرهابية والجماعات التابعة لها".