هوية بريس-متابعة انطلقت، صباح اليوم الأربعاء 11 ماي بمراكش، أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، الذي ينظم لأول مرة بأرض إفريقية، بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، وكاتب الدولة الأمريكي أنطوني بلينكن. وسيسلط هذا الاجتماع الدولي الوازن، بحضور ممثلي أزيد من 80 بلدا ومنظمة دولية، الضوء على التحديات التي يفرضها الإرهاب بجميع أشكاله، وتموقع التنظيم الإرهابي بالقارة الإفريقية. وخلال هذا الاجتماع، سيستعرض وزراء التحالف المبادرات المتخذة في ما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات داعش، وذلك في مجال التواصل الاستراتيجي، في مواجهة الدعاية إلى التطرف التي ينهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد أكدت، في بلاغ لها، أن هذا الاجتماع يشكل مرحلة أخرى ضمن مواصلة الانخراط والتنسيق الدولي في مكافحة تنظيم داعش، مع التركيز على القارة الإفريقية، وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى. ويجسد احتضان المملكة لهذا الحدث، حسب المصدر ذاته، الثقة والاعتبار اللذان تحظى بهما المقاربة المتفردة التي طورها المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مكافحة الإرهاب، وأيضا من أجل الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية ضمن الهيئات متعددة الأطراف. يذكر أن التحالف الدولي لمحاربة داعش، الذي تأسس في شتنبر 2014، يهدف إلى القضاء على هذا التنظيم الإرهابي، وفق مقاربة متعددة التخصصات، مدمجة وشمولية، بين البلدان والمؤسسات الإقليمية التي تسعى لاجتثاث الطموحات التوسعية لهذا التنظيم الإرهابي وتفكيك شبكاته. ويضم التحالف 84 دولة ومنظمة دولية شريكة تنتمي لمختلف مناطق العالم. وندّد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، بتمكن الجماعات الإرهابية من التوغل في القارة الإفريقية، وتزايد عدد الهجمات التي كبّدت القارة السمراء ما يناهز 171 مليار دولار من الخسائر، مشددا على أن دعم الانفصاليين في القارة هو دعم مباشر للجماعات الإرهابية على اعتبار أن الإثنين وجهان لعملة واحدة. وأوضح بوريطة، قبل قليل من يومه الأربعاء، في كلمة له على هامش افتتاح الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة "داعش"، إلى أنه وبالرغم من الحذر القائم لأعضاء التحالف الدولي ضد الجماعات الإرهابية، إلا أن تهديد ما يُسمى ب"داعش" لم يتراجع بحيث تزايدت نسبة الهجمات خلال السنة الفارطة بما يناهز 40 إلى 60 بالمئة قاريا، بعد أن ارتفعت عدد الهجمات إلى 41 هجمة إرهابية في إفريقيا خلال نفس الفترة. وأبرز رئيس الدبلوماسية المغربية أنه من مجموع نسبة الهجمات الإرهابية دوليا، استفردت إفريقيا جنوب الصحراء، بما يناهز 48 بالمئة من مجموع الوفيات بسبب الهجمات الإرهابية، لتسجل بذلك حضور أكثر مجموعات الإرهابية فتكا إذا ما قارنا 2021، بسنة 2020 التي كانت تسجل فيها إفريقيا 35 بالمئة فقط. وأبرز بوريطة أن 1.4 مليون شخص ومواطن إفريقي نزحوا داخليا بسبب الهجمات الإرهابية والانقسامات الواقعة بسبب الأحداث الدامية للإرهاب على مستوى القارة الإفريقية، ما كبد هذه الأخيرة 171 مليار دولار من الخسائر، بما في ذلك الأثار الاقتصادية والاجتماعية. وقدّر بوريطة في المعطيات التي قدمها عدد الكيانات الإرهابية الناشطة في إفريقيا ب 27 كيان، يهدد الأمن والسلم وسلام القارة السمراء، مشيرا إلى أن الجماعات المتطرفة واصلت التوغل على مستوى الساحل الأطلسي والمسارات البحرية وظهرت في خليج غينيا والقرن الافريقي وتسعى لوضع يدها على الموارد الطبيعية للقارة. وشدّد بوريطة، على أنه تعاظمت التيارات التي تسعى للاستقلال والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالجماعات الإرهابية، مع ما يتوفر لها من وسائل مالية وتكتيكية وعلاقات قائمة بينها وبين المجموعات الانفصالية، مضيفا أن "الانفصاليين والإرهابيين وجهان لعملة واحدة".