سجل المغرب زيادة مطردة في استخدام طائرات بدون طيار لأغراض الاستطلاع والهجوم، من طرف الجماعات الإرهابية بإفريقيا، إلى جانب استخدام تكنولوجيات حديثة للقيام بعملياتها وضمان تمويلها من خلال العملات المشفرة. وأوضحت المملكة أن غرب إفريقيا ومنطقة الساحل هي أكثر المناطق تأثرا في إفريقيا من الجماعات الإرهابية، حيث تم تسجيل 7108 هجمات إرهابية في عام 2020، مع نزوح أكثر من 1.4 مليون شخص جراء المواجهات الدائرة حاليا. جاء ذلك على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس، في كلمة باسم المملكة خلال اجتماع التحالف الدولي ضد داعش من أجل إطلاق مجموعته للتفكير حول إفريقيا. وقال بوريطة إن المغرب لطالما لفت انتباه المجتمع الدولي بشكل عام، والتحالف العالمي ضد تنظيم "داعش"، بشكل خاص، إلى ضرورة مواجهة التهديد "المتنامي" للجماعات الإرهابية في إفريقيا. وكشف الوزير أن هزيمة "داعش" في سوريا والعراق أحدثت تغييرا في استراتيجيتها، القائمة على توحيد الفروع الإقليمية والمتسمة بتدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب المرحلون والعائدون. وأشار إلى أن 27 كيانا إرهابيا متمركزا في إفريقيا مدرج حاليا في قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بصفتها جماعات إرهابية، مسؤولة عن مقتل 12.500 شخص في عام 2020. وذكر بأن المغرب استضاف في يونيو 2018 في الصخيرات الاجتماع الإقليمي للمدراء السياسيين للتحالف العالمي ضد "داعش"، معتبرا أن إطلاق هذا المركز البحثي، يشكل"جهدا إضافيا"، "أكثر راهنية من أي وقت مضى" في مواجهة التطور المستمر للوضع بالقارة. وأضاف وزير الخارجية المغربية أن التطورات في وسط وشرق إفريقيا تبعث أيضا على القلق حيث تحاول الجماعات الإرهابية تحدي الدول وتعريض وحدتها الترابية واستقرارها للخطر. وأضاف المتحدث أن التأثير الاقتصادي للإرهاب على القارة على مدى العقد الماضي بلغ 171 مليار دولار، وهو ما كان له انعكاسات مباشرة على الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول الإفريقية. وفي هذا الصدد، قال بوريطة إنه من أجل الإسهام في جهود مكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية، التزم المغرب إلى جانب العديد من البلدان وفي مختلف المحافل، ولا سيما في إطار الأممالمتحدة، لاسيما المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب والتحالف الدولي ضد داعش.