تواصل الأرض الاهتزاز تحت أقدام ساكنة الحسيمة وضواحيها، صباح اليوم الخميس، بعد ليلة مرعبة عاشها السكان إثر هزات أرضية متتالية خلفت تصدعات ببعض المنازل والمحالات، فيما اضطر عدد من السكان إلى مغادرة منازلهم والخروج للشوارع مخافة وقوع زلزال عنيف على غرار زلزال 2004 الذي خلف مئات القتلى والمصابين. فقد أعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء، عن تسجيل هزتين أرضيتين جديدتين بإقليم الحسيمة، الأولى على الساعة الحادية عشر و27 دقيقة و57 ثانية وحُدد مركزها بجماعة الحسيمة، والثانية على الساعة العاشرة صباحا و20 دقيقة و55 ثانية، حُدد مركزها بجماعة أجدير. ودفعت الهزات المتتالية التي تضرب المنطقة، عددا من العائلات إلى نصب خيام أمام منازلها، مخافة حدوث زلزال عنيف، وفق ما أوردته مصادر محلية، فيما أجرت الهزات التلاميذ في بعض المؤسسات التعليمة، الحضرية والقروية، على مغادرة أقسامهم والخروج إلى الشوارع، ما أحدث ارتباكا في في السير العادي للدراسة. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لتلاميذ خرجوا من أقسامهم، فيما أظهر صور تلاميذ وهو يدرسون في ساحة مدرسة "0يت إسنار" بجماعة لوطا، عوض القسم، وذلك من أجل إخراج التلاميذ من حالة الهلع الذي يعيشونها، وفق ما أورده أستاذ بالحسيمة، فيما طالب بعض النشطاء، مديرية التعليم بتعليق الدراسة بالإقليم بسبب ما يقع. وكان المعهد الوطني للجيو-فيزياء قد أعلن عن تسجيل 5 هزات أرضية بإقليمي الحسيمة والدريوش مساء وليلة الأمس، كانت أقواها هزة ضربت الحسيمة زهاء الثالثة ليلا بلغت قوتها 5.4 درجات على سلم ريشتر. وأفاد عدد من سكان المدينة في منشورات لهم على موقع فيسبوك، بأنهم اضطروا إلى الخروج للشوارع رغم قساوة البرد، منذ حوالي الساعة الثالثة ليلا، مشيرين إلى أن الهزة كانت قوية وأيقظت الجميع من النوم في حالة هلع. وتداول السكان صورا لبعض التصدعات والانهيارات الطفيفة التي حدثت ببعض المنازل والمحلات، فيما أظهرت مقاطع فيديو لحظة اهتزاز الأرض بشكل عنيف لمدة بلغت زهاء 4 ثواني. وانتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو السلطات إلى وضع برنامج مستعجل بشراكة مع هيئات المجتمع المدني، من أجل مساعدة السكان المتضررين وتقديم الدعم النفسي اللازم، مع وضع خيام ومؤونة رهن إشارة المواطنين تحسبا لأي هزات أقوى. ويومي الإثنين والثلاثاء المنصرمين، أعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء، عن تسجيل 5 هزات أرضية بإقليمي الحسيمة والدريوش، منها 3 هزات ليلية، تراوحت قوتها ما بين 3.8 و4 درجات على سلم ريشتر. وأعادت هذه الهزات إلى أذهان ساكنة الحسيمة زلزال 24 فبراير 2004 الذي بلغت قوته 6.5 درجة على سلم "ريشتر"، وخلف أزيد من 600 قتيل وزهاء 1000 مصاب، وتشريد آلاف السكان بعد انهيار منازلهم.