تسببت الهزات الأرضية المتتالية التي شهدتها مدينة الحسيمة ، منذ ليلة أمس الأربعاء، في هلع وخوف وسط ساكنة المدينة وضواحيها، الأمر الذي دفع العديد من المواطنين إلى الفرار والخروج إلى الشارع خوفا من انهيار المنازل، بعد ارتفاع حدة الهزات الأرضية، حيث اضطر عشرات النساء والرجال والأطفال للمبيت في أزقة وشوراع المدينة وبمناطق خالية من المباني في القرى والمداشر، رغم صعوبة الطقس . ووفق صور حصلت عليها جريدة Rue20 الإلكترونية، تسببت الهزات الأرضية المتتالية في انشقاقات كبيرة داخل المنازل، وانهيار بعض أجزاءها بشكل طفيف، الأمر الذي أدى بالبعض للفرار منها مخافة سقوطها بالكامل. وحسب ما عاينت جريدة Rue20 الإلكترونية، تسببت هزات أرضية صباح اليوم الخميس أيضا في خروج التلاميذ من حجرات الدراسة بجميع المناطق التي عرفت ارتدادات قوية، مخافة انيهار أسقفها على رأس التلاميذ، كما اضطر عدد من العاملين بالإدارات والشركات الخاصة إلى الفرار من مقرات عملهم بعد توالي الهزات الأرضية صباح اليوم. هذا وسجل المعهد الجيوغرافي الإسباني لرصد الزلازل أزيد من 4 هزة أرضية ارتدادية تلت الهزة الرئيسية الأولى التي سجلت في الساعات الأولى من فجر يوم الخميس 23 ديسمبر الجاري على الساعة الثانية 55 دقيقة، والتي بلغت شدتها 4,8 على سلم ريشتر. كما تم تسجيل العديد من الهزات طيلة ليلة أمس الأربعاء. هذه الهزات أعادت إلى أذهان الساكنة أحداث زلزال الحسيمة العنيف يوم 24 فبراير – 2004، حيث وصلت درجة 6,5 على سلم ريشتر والذي راح ضحيته حوالي 400 شخص ومئات من الجرحى من سكان الحسيمة والمناطق المجاورة لها في إمزورن و بني بوعياش و ايت قمرة التي حددها الجيولوجيون كمركز الهزة الأرضية العنيفة، وتسبب في سقوط عشرات المنازل، وتشريد المئات من الأسر. يذكر أن أغلب المنازل في الريف يعود بناؤها الى فترة سبعينيات و ثمانينيات من القرن الماضي، حيث لم يحترم في بناؤها أي معايير لمقاومة الزلازل، و هو ما يجعلها عرضة لتصدعات و انشقاقات أكثر من غيرها، في ظل هذه الظروف دعا مجموعة من النشطاء السلطات المحلية للتحرك من أجل إجراء فحوص تقنية على المنازل و خاصة تلك التي ظهرت بها بعض التشققات للوقوف على مدى استطاعتها مقاومة الهزات الارتدادية.