بالعقل والمنطق ما أسباب تأخر العرب إلى هذا الحد؟ وما هو السبيل لتنعم أمة العرب بالتقدم والرقي الذي يحقق للإنسان العربي حياة كريمة من وجهة نظركم؟ هذه المسألة واضحة وضوح النهار، نحن العرب نُكثِر من الكلام إلى حدّ الإطناب، نُنشئُ مواضيع طويلة و عريضة، نملأ صفحات و صفحاتٍ نتحدّثُ فيها عن أشياء، في غالب الأحيان، لا يُصدقها العقل و لا المنطق، فنحن نتفنّن في الكتابات الإنشائية اللّامتناهية التي تأخذ منا وقتاً طويلاً و تفكيراً عميقاً، و لكن، للأسف، نفتقد للتطبيق العملي على أرض الواقع، نفتقد لترجمة أقوالنا إلى أفعال ملموسة، و هذا هو سبب من أسباب تخلُّفنا و انحطاطنا بين الأمم. فالغربيون يتحدّثون قليلاً و يُطبِّقون الكثير، فالعمل النظريّ بسيط كل البساطة و لكن إخضاع النظريّ لعملية التطبيق هو الأصعب و هو الأساس و هو المُهِمّ ، فالمدارس العربية في معظمها تعتمد على حشْو ذاكرة المتعلِّمين بدروس تعليمية نظرية و إغفال الجانب التطبيقيّ فيها الذي يُعتبر قُطب الرَّحى في فعل تربوي و تعليمي، ولهذا انحط تعليمنا و تقهقر المستوى الدراسي للطّلّاب و أصبحت مدارسنا تُخرِّج جحافل من الشباب لا يصلحون إلا لاستهلاك ما يأتي من البلدان الغربية، نحن قوم مستهلك فقط و لا ننتج شيئاً سوى الكلام الفارغ..