حل كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، ورئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، اليوم الخميس بالعاصمة الرباط، في زيارتين متفرقتين، حيث نوها بالدور المغربي ومواقف الرباط تجاه ملف الأزمة الليبية. رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، أوضح عقب لقائه برئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، أن المغرب كان رافدا قويا في كل محطات تسوية الأزمة الليبية. وأضاف المسؤول يالليبي في تصريح للصحافة بالقول: "نحن سعداء بتواجدنا في المغرب الشقيق، الذي كان رافدا قويا في كل محطات الأزمة الليبية للخروج منها ". وتابع: "نحن دائما في كل زيارة للمغرب نشعر أننا بين أهلنا وإخوانا وأصدقائنا، ونشعر برعاية جلالة الملك والحكومة واستضافة الشعب المغربي"، منوها بهذه المواقف الايجابية للمملكة. وكشف المتحدث أن "هناك الآن مساعي مغربية للوصول إلى توافقات حول بعض الملفات الليبية التي مازالت فيها جدل"، معربا عن تفاؤله بوجوده بالمملكة و"بهذه المساعي بين الأطراف الليبية من المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي". وأشار إلى أن هذه المساعي لم تتوقف منذ بدأت سنة 2014 وتوجت في نهاية 2015 باتفاق الصخيرات، مردفا بالقول: "الآن ستتوج بالذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية نهاية هذا العام ". من جانبه، شدد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، على أن بلاده تحتاج دائما إلى دعم المغرب لتحقيق أمن و استقرار هذا البلد المغاربي، نظرا للمكانة التي تحظى بها المملكة في المجتمع الدولي والحرص والاهتمام ، الذي يوليه الملك محمد السادس للقضية الليبية. وأوضح عقيلة صالح أن "ليبيا توصلت بفضل جهود الإخوة الأشقاء، وفي مقدمتهم المغرب، إلى تشكيل سلطة تنفيذية واحدة تتكون من مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية باشرت أعمالها"، مضيفا" "نحن ننتظر الاستعداد للانتخابات القادمة التي حدد أجلها في 24 دجنبر 2021". واعتبر أن "ليبيا عانت الكثير من الانقسام لاسيما خلال المرحلة السابقة" ، مضيفا أن "بلاده هي بالتأكيد جزء من المجتمع وتحتاج إلى التعاون مع الدول"، مجددا التأكيد على "بناء الدولة الديمقراطية طبقا لانتخابات شفافة ونزيهة يختار من خلالها الشعب الليبي من يحكم بإرادته الحرة ودون تدخل أحد". كما عبر عن امتنانه للمغرب على مواقفه الداعمة والدائمة الى جانب الشعب الليبي، مضيفا أن "هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، تعد مناسبة للتأكيد على عمق ومتانة العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين المغربي والليبي، وتعكس التواصل المستمر بين مجلس النواب الليبي ونظيره المغربي لدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الشعبين". من جهته، قال الحبيب المالكي، إن "زيارة السيد عقيلة صالح للمغرب ستساعد على تعميق الحوار الليبي-الليبي بدون أي تدخل من أي جهة، طبقا لتعليمات الملك محمد السادس"، مضيفا أنه "نأمل أن يتم استكمال هذا المسلسل التشاوري ببناء دولة ديمقراطية خارج أي تدخل أجنبي كيف ما كان". وأشاد المالكي ب"السمعة الطيبة" التي يتمتع بها السيد عقيلة صالح والذي "جعل من مجلس النواب الليبي مصدر إجماع أممي، وعربي، وأوروبي، وإسلامي"، مؤكدا أن ذلك هو "ما جعل من هذه المؤسسة شريكا في كل التحولات التي تعرفها ليبيا حاليا، من أجل ضمان بناء مؤسسات محترمة وديمقراطية والعمل على تسريع هذه المرحلة الإنتقالية التي يجب أن تتميز بالانتقال السلمي". واعتبر أن "العلاقة التي تربط المملكة المغربية بالشعب الليبي الشقيق تعتمد بالأساس على الثقة المتبادلة ، التي بدونها لا يمكن القيام بأي شيء "، مضيفا: "نحن ننتمي إلى جيل واحد، جيل مغاربي وعربي، وهو ما جعلنا نؤمن بنفس القيم ونحترم الدول على أساس وحدة الشعوب، التي تضمن الاستقرار والأمن في أي بلد من بلدان العالم العربي أو على مستوى المغرب الكبير".