نجحت الدبلوماسية المغربية في حلحلة وضعية الجمود بين فرقاء الوطن بليبيا، والعمل على تنزيل كافة بنود اتفاق الصخيرات الكفيلة بحقن الدم الليبي وبناء دولة قوية وديمقراطية . في هدا السياق، أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا، خالد المشري أمس، أن الاجتماع الذي عقده مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بالرباط ، مكن من «إنهاء مرحلة الانشقاق والمرحلة الانتقالية، والبدء في مرحلة الاستقرار وتوحيد المؤسسات الليبية». وأوضح المسؤول الليبي في تصريح للصحافة قبيل مغادرته مطار الرباط- سلا في ختام زيارة للمغرب أن « اجتماعنا مع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، مكن من التوصل إلى تفاهمات أولية بشأن بعض العقبات والملاحظات حول الاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات، وسنعود إلى مجلسينا لاستصدار قرارات نهائية بشأن هذه المشاكل وحلها في القريب العاجل». وعبر المشري عن شكره للمغرب ملكا وحكومة وشعبا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، أعرب ، عن أمله في أن تكون هذه الزيارة حققت أهدافها الحقيقية في محاولة تذليل العقبات أمام الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات. وكان المغرب رعى اجتماعات استمرت أشهرا بالصخيرات من أجل حل الخلافات التي عصفت بالبلاد بعد إسقاط نظام معمر القذافي. من جهته، قال رئيس مجلس النواب قبيل مغادرته المغرب «طلبنا رسميا من الحكومة المغربية بأن تحث الأطراف الليبية وأيضا مبعوث الأممالمتحدة على العمل على تسريع وتيرة حل الأزمة والتقدم بالاقتراح المطلوب لتعديل الاتفاق السياسي لتخرج ليبيا من أزمتها الراهنة»، كما عبر عقيلة صالح عن اعتقاده بأن الأوضاع في ليبيا «تسير بخير»، متوقعا أنه سيتم قبل نهاية هذا العام حل المشاكل بليبيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية. واكد عقيلة عن أن زيارته للمغرب بناء على دعوة من رئيس مجلس النواب «كانت ناجحة، حيث وجدت تفهما وانشغالا للمغرب الشقيق بالشأن الليبي، ولمست الرغبة في المساعدة على حل الأزمة الليبية. وكان الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب استقبل الوفد الليبي، وأجرى معه مباحثات مثمرة وهادفة ساهمت في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وأصدر مجلس النواب المغربي بيانا أوضح من خلاله أن تأكيد المالكي على «أن المغرب يعتبر استقرار ليبيا جزءا من استقراره كما يعتبر وحدتها جزءا من وحدته، كما أكد أن ليبيا تمر بمرحلة انتقال ديمقراطي قد تعتريها بعض الصعوبات، وشدد على أنه رغم دقة المرحلة وخصوصيتها، فإن المغرب يأمل أن تفتح آفاقا جديدة في سبيل تحقيق ما يصبو إليه الشعب الليبي من استقرار ورفاهية، مستحضرا متانة العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين.» من جهته، قال ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون إن اتفاق الصخيرات اتفاق انتقالي يحتاج إلى تكييفه مع مختلف التغيرات والتطورات ومع آراء كافة الأطراف الليبية، مؤكدا على ضرورة الإسراع في استكمال المرحلة الانتقالية والمرور إلى الانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية، التي تتيح إفراز المؤسسات الشرعية.