تتوقع المندوبية السامية للتخطيط، أن يتطور الاقتصاد الوطني خلال الفصل الثالث من 2020"، وذلك في ظل ظرفية دولية تتسم بتخفيف الإجراءات المتعلقة بالحجر الصحي وإعادة فتح الحدود وانتعاش تدريجي لمختلف الأنشطة الاقتصادية في معظم الدول المتقدمة وخاصة الأوروبية، مشيرة إلى أن "المبادلات التجارية العالمية وحركات التنقل داخل وخارج هذه الدول ستشهد انتعاشا طفيفا سيساهم في الحد من تراجع النمو الاقتصادي العالمي". كما توقعت، ، في تقرير موجز عن الظرفية الاقتصادية خلال الفصل الثاني من 2020 وتوقعات الفصل الثالث، أن يشهد معدل نمو الاقتصاد الوطني، خلال الفصل الثالث من 2019، انخفاضا يناهز 6ر4 في المائة عوض زائد 4ر2 في المائة . وعزت المندوبية، في تقرير موجز عن الظرفية الاقتصادية خلال الفصل الثاني من 2020 وتوقعات الفصل الثالث، هذا الانخفاض إلى تراجع القيمة المضافة غير الفلاحية بنسبة تقدر ب 4,1 في المائة، والقيمة المضافة الفلاحية بما يناهز 9ر5 في المائة. وأشارت، إلى أن الطلب الخارجي الموجه للمغرب سيسجل زيادة تقدر ب 3 في المائة مقارنة مع الفصل السابق، لتستقر وتيرة انخفاضه في حدود 6ر15 في المائة، حسب التغير السنوي، مضيفة أنه "بالمقابل، ستظل الضغوطات التضخمية العالمية مرتبطة بتطور أسعار النفط والمواد الغذائية في ظل ظرفية تتسم بارتفاع العرض مقارنة مع الطلب العالمي". وفي ما يخص الطلب الداخلي، تتوقع المندوبية أن يعرف انتعاشا طفيفا مقارنة مع الفصل السابق، حيث ستعرف نفقات الأسر الموجهة نحو الاستهلاك بعض التقلص في وتيرة انخفاضها، لتتراجع ب 6ر4 في المائة، وذلك بالموازاة مع انتعاش مبيعات المواد المصنعة. بينما سيعرف الاستهلاك العمومي نموا يناهز 6 في المائة خلال الفترة نفسها، علاوة على تطور نفقات التسيير في الإدارة العمومية والخدمات الاجتماعية وخاصة الصحية، في حين سيواصل الاستثمار تقلصه، لكن بوتيرة أقل من الفصل السابق. وحسب التوقعات ذاتها، ينتظر أن تنخفض القيمة المضافة للقطاع الثانوي ب 8ر5 في المائة، حيث ستعرف الصناعات التحويلية عودة تدريجية لأنشطتها، إلا أنها ستتأثر بفعل ضعف الطلب الخارجي، وخاصة بالنسبة لصناعات الاليكترونيات والسيارات، فيما سيرتفع نسبيا استهلاك الكهرباء موازاة مع التحسن التدريجي للصناعات التحويلية والنقل السككي. وفي قطاع المعادن، يتوقع أن يتأثر بانخفاض الاستهلاك العالمي من المواد الفلاحية، وذلك في ظل الركود الذي يشهده الاقتصاد العالمي، حيث سيتباطأ إنتاج الفوسفاط موازاة مع تقلص الطلب الخارجي، مما سيساهم في تباطؤ نمو القيمة المضافة لقطاع المعادن لتستقر في حدود 1ر0 في المائة خلال الفصل الثالث من 2020. ومن جهة أخرى، تتوقع المندوبية، أن يتراجع القطاع الثالثي بنسبة 6ر1 في المائة عوض ارتفاع قدره 8ر3 في المائة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، إذ ستعرف أنشطة التجارة والمطاعم تحسنا طفيفا، مقارنة مع الفصل السابق، لكن دون أن تصل إلى مستوياتها ما قبل الأزمة الصحية، فيما ستحافظ المواصلات والخدمات غير المؤدى عنها، وخاصة الاجتماعية، على ديناميتها. وأبرزت المندوبية، ضمن توقعاتها، إلى أنه رغم تراجع القيمة المضافة الفلاحية، فإنه لن يتم تسجيل أي ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية، حيث سيظل فائض العرض الكلي مقارنة مع الطلب مهما، وذلك بالرغم من انخفاض الإنتاج المحلي من المواد الفلاحية، مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التوقعات ستظل، حسب المندوبية، قابلة للتغيير موازاة مع ظهور معطيات جديدة في ظرفية تتسم بتزايد الشكوك حول احتمالات تمديد حالة الطوارء الصحية والقيود حول التنقلات بين المدن، وكذلك حدة تأثير مختلف التدابير والبرامج المتخذة لدعم الاقتصاد الوطني.