في إحدى الجلسات الخاصة بالبرلمان المغربي، وأثناء الأسئلة الشفهية التي يطرحها السادة البرلمانيون على الوزراء، تقدم نائب محترم بطرح سؤال على السيد الوزير عبيابة الناطق الرسمي باسم الحكومة يسأله فيه عن الإجراءات المتخذة للنهوض بدور الشباب، وإذا بالسيد الوزير يجيبه عن الملاعب المغربية، فانطلق يجيب كأنه روبو مبرمج لأن الأجوبة منحت له وفق ترتيب خاص وبالتالي ليتحمل السيد النائب البرلماني مسؤوليته لأنه طرح سؤالا قبل الأوان، وما كان عليه إلا الانتظار قليلا ريثما يتحقق الترتيب الممنوح للأجوبة بين يدي السيد الوزير. لم أرى طول حياتي عبثا كهذا العبث، ولا غباء كهذا الغباء، في وقت يتحدث فيه الكل عن الكفاءات، فهل الوزير غبيابة الذي دشن حقيبته الوزارية بقمع الصحفيين، يمثل أحد الكفاءات التي تم الحديث عنها، وبالتالي تم اختيارها لتلعب دورها الأساسي في الرفع من مستوى قبة، عوض إرجاعها إلى عهد الراحل الحسن الثاني يوم كانت عبارة عن سيرك. إن ما رأيناه لا يخرج عن أحد مفهومين: فإما السيد الوزير لم يعر سؤال البرلماني أدنى اهتمام وبالتالي لم يسمع أي شيء، وهنا نطرح السؤال: كيف يمكن الإجابة عن سؤال لم تسمعه؟ وإما أن السيد الوزير يتصرف ميكانيكيا دون عقل أو إحساس، فترتيب الجواب أمر توقيفي سامي ومقدس، ولا يمكن أن يخضع لسؤال أي برلماني كيفما كان، أي لأي وزير أن يجيب متى شاء وكيف شاء ويرتب أجوبته بالشكل الذي يريد حتى ولو أجاب جوابا يتحدث عن المريخ لسؤال يسأل عن الأرض. بكل تأكيد المغاربة لم يصدقوا ما حدث، ولذلك انتشر الفيديو الذي يؤرخ لهذا الحدث الغريب كالنار في الهشيم. وهي سابقة تحتاج من أطباء النفس والاجتماع والتواصل عقد اجتماع طارئ وعاجل لدراستها والخروج باستنتاجات لعلها تفيد وزراء المستقبل كي يتفادوه هذا الهراء العجيب الذي أسسه صديقهم عبيابة.