ارتباك كبير رافق مُباشرة الحسن عبيابة لمهامه وزيرا للثقافة والشباب والرياضة ناطقا رسميا باسم "حكومة الكفاءات" التي انتظرها المغاربة طويلاً، بتعبير سعد الدين العثماني، قبل أن يتفاجأ الرأي العام بضعفه في التواصل مع الإعلام والبرلمان. عبيابة ينطبقُ عليه المثل الشعبي المغربي القائل "ما قدوش فيل زادوه فيلة" بعد إضافة قطاع الاتصال إلى سلطته، وهو الذي أظهر ضعفا في التواصل مع الصحافيين والبرلمانيين في أول ظهور له بمجلس النواب وخلال الندوة الصحافية الأسبوعية. وعوض أن يُصحح عبيابة تهربه وتملصه من الإجابة على أسئلة الصحافة خلال أول ندوة صحافية يعقدها، سارع إلى وصف وسائل الإعلام التي انتقدت ضُعفه بالصحافة الصفراء، وبأنه ضحية "حملة إعلامية رخيصة" في لقاء داخلي للاتحاد الدستوري. كما أبان الناطق الرسمي باسم "الحصان" عن ارتباك في التفاعل مع أسئلة "نواب الأمة"، عندما رفض الجواب على سؤال برلماني موجه إليه بداعي أنه لا يتوفر على جوابه ضمن الأجوبة التي أعدها له فريقه مسبقاً، وهو ما جر عليه سُخرية واسعة من قبل بعض البرلمانيين الذين اعتبروا تهربه خرقا للنظام الداخلي لمجلس النواب. اختيار الناطق الرسمي باسم الحكومة ضمن "فريق الكفاءات" لم يكن صائباً، فالمتحدث الرسمي من المفروض أن يتم اختياره بعناية فائقة ويكون يفهمُ وسائل الإعلام فهماً تاماً، لكن حكومة العثماني لا تعي بعدُ قيمة التواصل الناجح مع الرأي العام الذي قد تكون تداعياته وخيمة في زمن الرقمنة.