أطلق فلسطينيون حملة إلكترونية، تنديدًا بمرور 10 سنوات على الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وتداول الناشطون على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر" هاشتاغ (#عشر سنين_حصار على غزة بكفي)، جلب آلاف المشاركات خلال ساعات من بدء الحملة. وشارك فلسطينيون في الداخل والخارج، إلى جانب نشطاء عرب وأجانب في الحملة، ودعاة مطالبين بإنهاء معاناة قرابة مليوني مواطن يعيشون ظروفًا إنسانية واقتصادية صعبة. وطالبت آلاف التغريدات والتدوينات بفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح معبر رفح الحدودي أمام سفر الحالات الإنسانية والتنقل بحرية. ويقول منسقو الحملة (هيئات شعبية وشبابية) إنها تأتي من أجل لفت أنظار العالم إلى المآسي التي يعاني منها قطاع غزة. وشارك "محمد العريفي" الداعية السعودي في الحملة الإلكترونية، قائلًا في تدوينة له عبر تويتر: "حصار غزة يحارب أحلام مليون و800 ألف إنسان، يحرمهم أبسط حقوقهم العلاج والتعليم والسفر والتجارة". وأعرب أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة عن أسفه لما وصفه ب"الجريمة الإنسانية" المتمثلة بصمت العالم إزاء حصار قرابة مليوني فلسطيني. وأضاف في تدوينة له "عشر سنوات من الحصار حرمت إسرائيل فيها مرضى قطاع غزة من مئات الأصناف الدوائية والمستهلكات الطبية الأساسية، وحرمتهم من استكمال رحلتهم العلاجية، وتعاني مخازن وزارة الصحة بفعل الحصار من عجز وصل إلى نسبة (30)% من رصيد الأدوية، و(40)% من رصيد المستهلكات الطبية". وكانت هيئة شعبية فلسطينية في قطاع غزة، أعلنت الأحد الماضي أن استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع سيتسبب في حالة "انهيار كاملة". وأشارت الهيئة على لسان المتحدث باسمها أدهم أبو سلمية خلال مؤتمر صحفي: "الوضع الذي يعيشه قطاع غزة مع دخول العام العاشر للحصار الإسرائيلي المفروض عليه، بات كارثيًا". وأضاف أبو سلمية أن "الاحتياجات والخدمات الأساسية الإنسانية للمدنيين بغزة، باتت مهددة بشكل واضح، بفعل الحصار الخانق الذي يتصاعد مع مرور الوقت، خاصة وأن القطاع يشهد أعلى كثافة سكانية في العالم"، لافتًا أن حوالي (80)% من السكان يتلقون مساعدات إغاثية وغذائية من مؤسسات دولية. وبدأت إسرائيل في فرض الحصار على قطاع غزة، عقب نجاح حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في يناير 2006، وشدّدته في منتصف يونيو 2007، إثر سيطرة الحركة على القطاع. وتغلق السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر عدد محدود من الحالات الإنسانية. وشهد عام 2015 الماضي، إغلاقًا شبه كامل لمعبر رفح، بحسب وزارة الداخلية في غزة، التي قالت إن السلطات المصرية فتحته 21 يومًا فقط (على فترات متباعدة) لبعض الحالات الإنسانية.