على إثر التعديل الحكومي الأخير برزت بعض النقاشات المتعددة الخلفيات و المختلفة المشارب، و يظل المهم هو رمزية الأرقام و التقليص في عدد الحقائب الوزارية و هو أمر محمود و محبذ على أية حال، لكن تطعيمها بلائحة مستقلة أضر كثيرا بمنسوب الديمقراطية في البلاد وأحرج أصحاب الخطاب المثالي في تسويق دولة قائمة على أساس التعاقد الاجتماعي وربط المسؤولية بالمحاسبة، و بالموازاة مع ذلك ظهرت داخل الاتحاد بعض التصريحات و الخرجات و التنسيقيات القاصرة و بعض التشكيلات المعطوبة التي انتقدت قيادة الحزب و اختزلت اللحظة العصيبة في مجرد ” الرقم واحد ” في اسم وزارة العدل و في شخص الأخ محمد بنعبد القادر. لجميع الاتحاديين والاتحاديات الحق في التعبير عن واقع الحال و الإفصاح عن غضب أو غصة، لكن هذا الحق رهين باستخدامه داخل التنظيم لا خارجه و بالمواقف الثابتة لا المتغيرة كلما تغير موقع ما أو ظرفية كاذبة أو حتى رقم خادع. لا أجد حرجا حتى في ظل الوضع الحالي للاتحاد أن أزيد تشبثا بالحزب كمؤسسة و كتنظيم جميل و بالأخ الكاتب الأول و ببعض القيادة التي كانت مستقرة في اتجاه واحد و دافعت عنه طيلة الولاية الحالية لاسيما مع لحظات الفشل أو الانكسار. و لا أجد حرجا كذلك في أن أختلف بحدة مع بعض الإخوان لا في الظرفية التي أعلنوا فيها تمردهم و انسياقهم لمطامع أخرى و لا في المسالك التي اختاروها للتعبير عن بعض الانطباعات الشخصية أو الانفعالات العاطفية. أكيد، نحتفظ بكامل الحق في الاختلاف و في أشياء أخرى ألفناها في الاتحاد حتى و إن كانت خطأ أو هفوة عابرة، لكنها بحسن نية و طيب خاطر، نابعة من فؤاد اتحادي حالم بحزب يتسع و ينصت و يعبر عن الجميع. في اللحظات العصيبة نحتاج فقط لفن الرسم و نقش معالم وردة جميلة في صورة عمرها ستون سنة تحكي عن قوة الاتحاد و جماهيره الشعبية، و موسيقى تحاكي إيقاعات النضال المشترك، و أوبرا نجتمع داخلها بعدما فرقتنا أمانتنا للاتحاد في القرى و المداشر و المدن لتخليد الحدث في ألبوم صور مستمر مع استمرارية مشروع الاتحاد. كم نحتاج فعلا إلى بعضنا البعض، لعل ” الستون سنة ” خير من ” الرقم واحد “. * باحث في القانون العام و العلوم السياسية، عضو مكتب فرع الحزب بالعرائش، عضو المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية