قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن المنظمة الألمانية "بيكسل هيلبر" تسعى إلى بناء مركز تعليمي في المغرب لتدريس ما اعتبرتها “أهوال محرقة الهولوكوست” للكبار وأطفال المدارس، من خلال ممثلين مباشرين ومنشآت ومعارض، مع إنشاء نصب تذكاري يخلد المحرقة. وكشفت الصحيفة الإسرائيلية في التقرير الذي ترجمته صحيفة “عربي21” اللندنية، أن هذا المركز سيكون هو الأول من نوعه في شمال إفريقيا، لافتة إلى أن المنظمة الألمانية غير الربحية ستقوم ببناء مركز تذكاري وتعليمي حول “الهولوكوست” بالمغرب. وأوضحت أن المركز سيقع على بعد حوالي 26 كلم جنوب شرق مراكش، على الطريق المؤدية إلى استوديوهات ورزازات السينمائية، في بلدة آيت فاسكا الصغيرة، وهي منطقة تجذب الآلاف من السياح. مؤسس "بيكسل هيلبر" أوليفر بينكوفسكي، صرح للصحيفة الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، أن النصب التذكاري سيتكون من أكثر من 10000 قطعة من الحجر يمكن للزوار تصفحها، مشيرا إلى أن هناك نصبا تذكاريا آخر موجود في جنوب إفريقيا يوثق للمحرقة. ودعا بنكوفسكي اليهود والمسلمين في جميع أنحاء العالم “للاحتفال بهذا الحدث معنا”، متحدثا عن مصدر إلهامه لإنشاء النصب التذكاري، وقال: “قرأت أن الأشخاص الذين يحملون نفس اسم العائلة مثلي قتلوا على أيدي الألمان في معسكرات الاعتقال”. وأضاف: "بصفتي ألمانيًا من أصل بولندي وخلفية ماسونية، بدأت العمل على هذا المشروع، ويجب على العالم أجمع أن يرى ما يمكن للبشر فعله للبشر الآخرين إذا كانوا تحت نظام دكتاتوري مثل ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر”. وتابع قوله: “سنضع كل بلد في العالم على قطعة من الحجر على مسافة من مراكش”، لافتا إلى أن المدينة تأمل في أن يكون “نصبنا التذكاري الأكبر في العالم”، وفق زعمه. وسجل بينكوفسكي أن النصب التذكاري سيضم ممثلين وغرفًا موضوعية “لتُظهر لزوارنا جميع جوانب الحياة في معسكر الاعتقال”، مضيفا: “نحن نخطط لبناء مسارات السكك الحديدية، ومن المخطط أيضًا إحضار قطار قديم إلى النصب التذكاري”. وأوضح أنه يسعى إلى بناء نسخة طبق الأقل من “أفران بيرغن بيلسن”، كما يتوقع من الممثلين إعادة بناء بعض المشاهد الرهيبة التي حدثت في محارق الجثث، وفق قوله. وقال بينكوفسكي: “سنعمل على الجمع بين ذلك وبين المنشآت الصوتية. وستكون داخل المبنى التذكاري غرفة مصممة لتبدو وكأنها ثكنات وتبين كيف عانى الناس بعد يوم عمل”. وأضاف: “سيكون هناك أيضًا غرفة تمثل مختبر البلوك 10 الشهير في أوشفيتز، الذي يوثق التجارب التي أجراها الأطباء النازيون على السجناء”. وأوضح: “هدفنا هو أخذ الناس من المدخل والسير عبر النصب التذكاري حتى النهاية في حدث فني من شأنه أن يمس قلوب الناس وليس فقط عقولهم”. وأشار إلى أنهم يفكرون أيضًا في شراء عقارات أخرى حول النصب التذكاري للهولوكوست، حيث يأملون في إقامة جميع الأماكن المختلفة لمعسكر الاعتقال حتى يتمكن الزوار من رؤيتهم، قائلا: “نعتقد أن الجيل الأصغر سنا يمكنه فهم المحرقة بشكل أفضل إذا رأوا أنها حية”. وأضاف: “يمكن للناس تجربة الثكنات والأجزاء المهمة من معسكر الاعتقال. إذا لم ير الناس ما حدث في المحرقة، فلن يتمكنوا من تخيل ذلك، ومن المهم أن نظهر لأطفال المدارس والجميع ما حدث ليقولوا لا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى”. وسجل بينكوفسكي أنه “من المهم جدًا عرض مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية والأشكال المسرحية حتى يفهم الناس في أذهانهم وحشية المحرقة”. وشدد على أن "الثقافة والتبادل التاريخي هي أفضل البذور لزرع المحبة والتسامح بين البشر"، وأعرب عن أمله في أن تعزز هذه المعلمة التاريخية "الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود"، وفق تعبيره. * المصدر : عربي 21 * الصورة من الأرشيف 1. إسرائيل 2. المحرقة 3. المغرب 4. الهولوكوست 5. مراكش