بعد صدور المرسوم رقم 2.19.220 الصادر في 22 من رجب 1440( 29 مارس2019) في الجريدة الرسمية، بالإعلان عن نزع الملكية لبناء سد بولعوان على واد سكساوة بإقليم شيشاوة، هل سيهدد بناء هذا السّدّ أقدم موقع أركيولوجي فيإقليم شيشاوة ؟ إنه الموقع الأثر لقلعة أو حصن مدينة القاهرة (القيهرا) التي أقامها المرينيون سنة 754ه/1353م لمحاصرة قبيلة سكساوة عند مخرج واد سكساوة من الجبل، هذه القلعة- المدينة التي سيعرف واد سكساوة بالمنطقة، في ما بعد، باسمها “واد القيهرا. لقد تم بناء هذا الحصن-المدينة بعد نكبة أبي الحسن المريني بغرق أسطوله في بحر مدينة القيروان بتونس سنة 750ه/1349م، و ما تلى ذلك من استيلاء ابنه أبي عنان عن الحكم بالمغرب، فدخل بعد ذلك أخوه أبو لفضل بن أبي الحسن من الاندلس الى المغرب للمطالبة بحقه في حكم أبيه، كما ذكر ابن خلدون في ” كتاب العبر”، فلجأ الى جبال سكساوة طالبا النصرة و الحماية من “أكليد” عبد الله السكسيوي، مما دفع بأبي عنان إلى ارسال قائده العسكري فارس بن ميمون بن ودرار لمحاصرة قبيلة سكساوة في جبلها، انطلاقا من مدينة تامزاورت( أيت علي إيزم حاليا)، كما ذكر ابن أبي زرع الفاسي في ” الدخيرة السنية” و في “روض القرطاس”، قبل أن يشرع في بناء مدينة القاهرة(القيهرا) سنة754ه/1353م. هذا الحصن الذي تحوّل إلى حاضرة ازدهرت فيها التجارة و العلم خلال هذه الفترة الأخيرة من حكم بني مرين، حيث دَرَّسَ بها و تولّى بها القضاء كبار علماء المغرب، مثل أبي بكر عثمان بن صالح المسراتي المرّاكشي، كما ذكرذلك ابن الخطيب في “خطرة الطّيف”. وفي هذا الحصن-المدينة عقدت الولية الصالحة عزيزة بنت ابراهيم السكسيوية الصلح بين “أكليد” عبد الله السكسيوي، المتمرّد على حكم المرينيين من جهة، و والي المرينيين على مراكش عامر بن محمد الهنتاتي، الذي أتى بجيش جرار لمحاصرة و اقتحام بلاد سكساوة، كما أورد ابن قنفذ في ” أنس الفقير”. و الآن هذا الموقع الأركيولوجي المهم من المحتمل جدا أن يتعرض للتدمير عند الشروع في أشغال بناء سد بولعوان على واد سكساوة. 1. سد بولعوان 2. شيشاوة 3. واد سكساوة