هاجم محمد الراجي، الكاتب العام لمجلس جهة سوس ماسة، أنس الدكالي، وزير الصحة، بسبب برمجة عقود عمل مع أطباء عامين تابعين لدولة السنغال من أجل سد الخصاص الحاد الذي يعرفه الإقليم، قائلا "إقليم طاطا لا يهم الدولة المغربية إلا من جهة استنزاف معادنه وخيراته من الذهب والألماس وغيرهما. وكان وزير الصحة، أنس الدكالي، قد قال في جواب عن سؤال كتابي حول "نقص الطاقم الطبي بمستشفى ومستوصفات طاطا"، إن وزارته قامت ببرمجة إبرام عقود عمل مع أطباء عامين تابعين لدولة السنغال من أجل سد الخصاص الحاد الذي يعرفه إقليم طاطا. يشار إلى أن عدد الأطباء في إقليم طاطا تناقص من 47 طبيا في سنة 2007، إلى 39 طبيبا سنة 2009 -حسب مونوغرافيا إقليم طاطا- ثم حاليا إلى 7 أطباء فقط لخدمة حوالي 120 ألف نسمة، حسب النشرة الإحصائية السنوية للمغرب. وكان نشطاء المجتمع المدني بطاطا نبهوا إلى مشكل نقص الأطقم الطبية وإلى تردي الخدمات العلاجية. وعلل الدكالي الالتجاء للأطباء السنغال من أجل حل مشكل ساكنة إقليم طاطا بكون المناصب التي تم فتحها من طرف وزارة الصحة بهذا الإقليم لا يتقدم إليها أحد. ورد محمد الراجي، عضو مجلس جهة سوس ماسة، بقوله "من كلام واعتراف وزير الصحة يظهر أن إقليم طاطا بجهة سوس ماسة، الذي حرم من حقه في التطبيب منذ الاستقلال إلى اليوم، لا يهم الدولة المغربية إلا من جهة استنزاف معادنه وخيراته من الذهب والماس وغيرهما. وتساءل الراجي، "كيف يهمل هذا الإقليم وهو ذو تاريخ عريق في الثقافة والوطنية والنضال وهو موطن ومنشأ جيش التحرير في جنوب المغرب، ثم منشأ الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في نهاية الخمسينيات وبداية الستينات من قيادات جيش التحرير كشيخ العرب أحمد الأكلوزي (نسبة إلى دوار أكليز) ومحمد بن على الملقب ببولحية"؟ وأضاف "كيف يهمل وهو مهد دولتين عظيمين هما الدولة المرابطية في أشخاص عبد الله بن ياسين وخليفته أبي بكر بن عمر اللمتوني ثم ابن عم الأخير يوسف بن تاشفين غيرهم، وكلهم أبناء منطقة تمنارت (جماعة تمنارت حاليا) التي انطلقوا منها من قبل إلى أعماق الصحراء الكبرى ثم إلى المغرب وشمال أفريقيا كلها والأندلس؟" وزاد "والثانية الدولة السعدية التي تم الاعداد لنشأتها من زاوية أقا الحالية، ومن قادتها المجاهد المعروف بمحمد بن مبارك الأقاوي؟ كيف يهمل وحضارته تمتد إلى ما قبل التاريخ الذي يشهد عليه أزيد من خمسين موقعا من عشرات النقوش الصخرية وبعضها بالمئات تعود إلى العصرين الحجريين الأول والثاني..الخ؟" يشار إلى أن فريق البيجيدي بمجلس النواب قد جر، وزير الصحة، أنس الدكالي، إلى المساءلة البرلمانية على إثر الوضع الصحي بإقليم طاطا، موضحا في سؤال كتابي أنه رغم المجهودات المبذولة بقطاع الصحة وطنيا وجهويا إلا أن الإقليم يسجل "خصاصا مهولا" في عدة مجالات. وأكد سؤال فريق "المصباح" توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن هناك نقصا كبيرا في عدد الأطباء بالإقليم، إذ يتوفر على 22 مركزا صحيا 16 منها بدون طبيب، أي أن 6 فقط من بها أطباء، مسجلا انعدام مراكز التشخيص والفحوصات الطبية المتخصصة في كامل تراب الإقليم.