كشف اثنان من المتطوعين في انتشال جثث ضحيتي انهيار بئر الفحم الحجري بجرادة، تفاصيل عملية الإنقاذ التي استغرقت ساعات طويلة بإمكانيات بسيطة، وفي غياب للسلطات المحلية، مشيرين إلى أن الشقيقين تم العثور عليهما على عمق 90 مترا تحت الأرض. أحد الشاهدين، قال في شريط فيديو، إن عناصر الوقاية المدينة لم يستطيعوا استخراج الجثتين بسبب عدم توفرهما على الوسائل اللازمة في مثل هاته الحالات، مشيرا إلى أن السلطات لم تكلف نفسها عناء توفير مضخة الآبار لمساعدتهم في عملية الإنقاذ. وتابع قوله: "المحسنين هما لي جمعوا الفلوس باش شراو البومبا بمليون و200، وشراو المازوط من عندهم، من البارح وأنا لداخل فالبير كنحاول ننقذ الشباب تحت 90 متر، دخلنا للبير ف7 وأول واحد خرجناه فالعاشرة كان واقف وميت، والثاني خرجناه مع 2 وكان لتحت، وهاذو لي ماتو هم أبناء عمومتي، والناس جاوا من بعيد لمساعدتنا". وعبر المتحدث عن غضبه من التهميش التي تعانيه منطقته، قائلا: "واش هاذي دولة، أنا عندي 61 عام وأنا خدام فالسندريات، وولادي عياو ما يقراو وفالأخير خدمو فالسندريات، وملي نبغيو نحتجوا هما يجيبولينا الزرواطة، ما لقينا والو هنا، اللهم إن هذا منكر، هاد الدولة ما كتحسبش جرادة، واش هذا حق ولا باطل". وخرج الآلاف من ساكنة مدينة جرادة، في مسيرة حاشدة، أمس السبت، احتجاجا على "الظروف المزرية" التي يعيشونها، وذلك بعد انتشال جثتي شابين لقيا مصرعهما في انهيار بئر للفحم الحجري "الساندريات"، فيما اعتصم العشرات من المتظاهرين أمام مقبرة المدينة لمنع دفن الشقيقين ليلة أمس اسبت. مصادر محلية موثوقة، أوضحت في اتصال لجريدة "العمق"، أن متطوعين من ساكنة المنطقة، استطاعوا انتشال جثتي الضحيتين بعد ساعات من البحث عنهم على عمق 90 مترا تحت الأرض، مشيرين إلى أن الآلاف خرجوا في مسيرة حاشدة انطلقت من موقع الحادثة إلى مقر عمالة المدينة، أمس. وأضافت المصادر أن السلطات المحلية حاولت الضغط على أسرة الشابين الشقيقين اللذان قُتلا داخل البئر، أول أمس الجمعة، من أجل دفنهما ليلة أمس السبت بعيدا عن الاحتجاجات، غير أن العشرات من المتظاهرين حاصروا مستوع الأموات واعتصموا بالمقبرة لمنع عملية الدفن، مشكلين لجانا لمتابعة الموضوع، لافتا إلى أن النشطاء لا زالوا متواجدين بنفس الأماكن منذ أمس.