خرج الآلاف من ساكنة مدينة جرادة، في مسيرة احتجاجية حاشدة، أمس السبت، احتجاجا على "الظروف المزرية" التي يعشيونها، وذلك بعد انتشال جثتي شابين لقيا مصرعهما في انهيار بئر للفحم الحجري "الساندريات"، فيما اعتصم العشرات من المتظاهرين أمام مقبرة المدينة لمنع دفن الشقيقين ليلا. مصادر محلية موثوقة، أوضحت في اتصال لجريدة "العمق"، أن متطوعين من ساكنة المنطقة، استطاعوا انتشال جثتي الضحيتين بعد ساعات من البحث عنهم على عمق 90 مترا تحت الأرض، مشيرين إلى أن الآلاف خرجوا في مسيرة حاشدة انطلقت من موقع الحادثة إلى مقر عمالة المدينة. وأضافت المصادر أن السلطات المحلية حاولت الضغط على أسرة الشابين الشقيقين اللذان قُتلا داخل البئر، أول أمس الجمعة، من أجل دفنهما ليلة أمس السبت بعيدا عن الاحتجاجات، غير أن العشرات من المتظاهرين حاصروا مستوع الأموات واعتصموا بالمقبرة لمنع عملية الدفن، مشكلين لجانا لمتابعة الموضوع، لافتا إلى أن النشطاء لا زالوا متواجدين بنفس الأماكن منذ أمس. وتابعت المصادر ذاتها، أن عائلة الضحايا لازالت مختلفة حول عملية الدفن، بين من يقول بضرورة الإسراع في الدفن هذا اليوم، وبين من يعترض على ذلك احتجاجا على استمرار الوفايات داخل آبار "السندريلات" وتجاهل السلطات لمطالب السكان من أجل إيجاد حل لمعاناتهم ومحاسبة المسؤولين عن تهميش وإقصاء المدينة، وفق تعبيرهم. وكان شقيقان يبلغان من العمر 27 و30 عاما، قد لقيا مصرعهما داخل بئر للفحم الحجري بمدينة جرادة، أول أمس الجمعة، بعد انهيار البئر المعروفة محليا باسم "الساندريات" أثناء قيامهما بعملها في استخراج الفحم الحجري، وذلك بعد تدخل سكان المنطقة لانتشال جثتيهما من البئر. وأوضح مصدر محلي في اتصال سابق لجريدة" العمق"، أن المياه غمرت البئر التي كان يتواجد داخلها الشقيقين "ح.د" و"ج.د"، ليُدفنا أحياء على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض، وذلك وسط غياب تام للسلطات المحلية، لافتا إلى أن الوقاية المدنية لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة للوصول إلى قعر البئر، وفق تعبيره. وعاينت الجريدة مقاطع فيديو تظهر محاولات شباب المنطقة رفقة أفراد الوقاية المدنية لاستخراج الضحايا من البئر، وذلك وسط صراخ النساء وبكاء أفراد أسرة الشقيقين، بينما عبر عدد من الشباب في لكمات لهم، عن غضبهم العارم من "غياب السلطات عن الحادث، في حين يتم إرسال عشرات من أفراد الأمن لقمع المتظاهرين بالمدينة"، على حد وصفهم. ووصل الغضب لدى البعض إلى حد المطالبة بعدم تدخل الوقاية المدنية في عمليات الإنقاذ، وحمل جثماني الضحيتين على الأكتاف والتوجه بهما نحو وسط المدينة للاحتجاج على الأوضاع المزرية التي تعيشها الساكنة، وذلك في وقت تعيش فيه جرادة حالة احتقان شديد إثر الاحتجاجات التي شهدتها المدينة ضد غلاء فواتير الكهرباء والماء، أمس الخميس، حيث اعتقلت قوات الأمن بعض المتظاهرين.