زايد جرو / الرشيدية مدينة الرشيدية على شساعة مساحتها طولا وعرضا من المدخل حتى المخرج، لن يجد فيها المريض الباحث عن دواء مهدئ لألام الرأس ليلا أو أيام العطل إلا على صيدلية واحدة للحراسة، وعليه أن ينتظر في طابور طويل عله يحظى ببضاعته، فالمريض المُرسَل من قسم المستعجلات ليلا إذا وجد وسيلة نقل طبعا، وكانت صيدلية الحراسة بمدخل المدينة فعليه أن يقطع المسافات الطويلة من أجل إحضار ما طلبه الطبيب. المشكل ليس في قلة عدد الصيدليات بالمدينة بل لسوء تدبير وتنظيم العمل، فتوزيع الحراسة الليلية ويوم الأحد والعطل ربما كان بناء على توزيع الربح والعائد على جميع الصيدليات، لان هناك صيدليات على حافة الإفلاس وتنتظر بفارغ من الصبر اسبوعها في الحراسة الليلية كي تقتات كثيرا أو قليلا وترفع "الروسِيت" كما يسمون ذلك ولو على حسب معاناة المريض ، لأن مدخولها اليومي قليل ومتبوعة بمصاريف وذاك مشكل الذين اختاروا الاستثمار بالرشيدية ، فالأولى البحث عن مناطق نائية مساهمة من الصيادلة أعزهم الله في التنمية وتخفيف تعب التنقل بحثا عن الدواء. المرضى أو ذويهم الذين ينتظرون دورهم بباب صيدلية الحراسة ليلا على طول السنة مستاؤون ويتأففون من الانتظار بالرشيدية والكل يردد "هادشي ماشي معقول" وعلى نقابة الصيادلة والصيادلة أنفسهم والأطباء ومندوبية الصحة ووزارتها أن تراعي مصالح المرضى ، والأغرب في كثير من الأحيان انك لا تجد الدواء كله، أو لا تجد "الصرف" وعليك أن تتنقل للبحث عنه بسيارة الأجرة الكبير او الصغيرة ،وبائع البضاعة يطل عليك من كُوة حديدية صغيرة ليقول لك "جيب الصرف معاك" وكأنك تعرف مسبقا ثمن الدواء او انك تشتغل في بيع الدواء وشرائه، والآخر من ورائك يلكزك وكأنه يقول لك "حيد من قدامي" لأشتري بضاعتي فقد طال الانتظار. الرشيدية بعين الحق والصواب يجب أن تكون صيدلية للحراسة بالليل أو بالنهار في كل مقاطعة، أما النظرة الضيقة لهامش الربح دون مراعاة المريض وتنقله ومعاناته فذاك غير معقول فليس جديا في شيء ان يتنقل واحد من "امجوج " للبحث عن الدواء في " اولاد الحاج" ويجب البحث عن حل وسط إنصافا للصيدليات التي تعيش الكساد على مر الأسبوع والتي تغتني لأنها وسط المدينة وإنصافا أيضا للمريض الذي يتخبط ليلا بحثا عن الدواء، وهناك أمور أخرى أكثر تعقيدا من ذلك سنعود لها لاحقا.