خلافا عن باقي مدن المملكة المغربية، تعرف صيدليات مركز أولاد افرج ظاهرة غريبة لا يزال السكان متعجبين منها والتي ترتبط بعملية التناوب على العمل ليلا ونهاية الأسبوع أو ما يعرف ب "صيدليات الحراسة". بعد أن كان القطاع يعرف عشوائية كبيرة في العمل، وفي خطوة إيجابية تعكس مدى حب الصيادلة للصالح العام، ورغبة منهم في تنظيم عمل هذا القطاع المهم، فقد عقد صيادلة أولاد افرج قبل أربع سنوات اتفاقا يقضي بضرورة احترام الترتيب الأسبوعي لصيدليات الحراسة من أجل حسن سير العملية وتمكين السكان من قضاء مآربهم الصحية والتزود بالأدوية في أي وقت من الليل والنهار ونهاية الأسبوع، وهو ما استحسنه الجميع لما له من إيجابيات على عدة مستويات.
لحد الآن تبدو الأمور عادية، لكن الغريب في الأمر هو عدم وضوح العملية لدى الساكنة رغم احترام الصيدليات للترتيب المحدد سلفا، حيث يصعب على الزبناء معرفة صيدلية الحراسة خلال أسبوع ما نظرا لغياب أية إشارة على أبواب الصيدليات على غرار باقي مدن المملكة التي تعلن عن أسماء صيدليات الحراسة وعناوينها وأرقام هواتفها ووقت عملها ليلا ونهارا وخلال نهاية الأسبوع، حتى يتمكن المواطن من الانتقال إلى صيدلية الحراسة بسرعة ووضوح.
وفي تصريح لأحد العاملين بصيدلية وسط أولاد افرج، فإن الصيدلية المعنية بموضوع الحراسة الليلية تقوم بإعداد إعلان يحتوي على اسمها ورقم هاتفها بهدف إلصاقه في واجهة جميع الصيدليات حتى يسهل على المرضى معرفة وجهاتهم سواء بالليل أو النهار، إلا أنه لسبب لا يمكن تحديده بالضبط فإن الإعلان يختفي مباشرة بعد نشره على الواجهة، مرجحا أن يكون للأمر علاقة بالمنافسة غير الشريفة بين الصيدليات التي تعتبر إعلان اسم صيدلية أخرى على بابها بمثابة إشهار مجاني قد يفقدها زبناءها المخلصين وغيرهم لفائدة صيدلية الحراسة، حيث يصبح المريض هو الضحية الأولى والأخيرة من هذا السلوك غير المقبول، إذ كيف يمكن لمريض أن يجوب مركز أولاد افرج بحثا عن صيدلية الحراسة في ظل غياب إعلان واضح خصوصا خلال الأوقات المتأخرة من الليل.
كما أضاف متحدثنا أن جل الصيدليات تحترم الاتفاق فيما يخص العمل الليلي فقط، في الوقت الذي يرفض فيه الصيادلة الالتزام بالحراسة خلال نهاية الأسبوع على اعتبار أن المنطقة تعيش على إيقاع السوق يوم الأحد بكل ما يحمله هذا اليوم من رواج تجاري وحركية كبيرة وإقبال مهم على جميع الصيدليات التي تجد نفسها مضطرة للعمل نهاية الأسبوع لتعويض الكساد الذي تعيشه طيلة الأسبوع.
وعن سكان مركز أولاد افرج الذين يعانون من مشكل صيدليات الحراسة، فقد صرح بعضهم للجريدة أن قطاع بيع الدواء بأولاد افرج يعتبر من منظور الكثيرين بمثابة تجارة لا تختلف كثيرا عن تجارة المواد الغذائية من حيث المنافسة بين الصيدليات ونهج كل الطرق الكفيلة بكسب الزبناء، حتى لو تطلب الأمر تسلل الأيادي الخفية لإزالة إعلان يعتبر في نظر المريض أمرا مهما يخفف عليه عناء التنقل بين أزقة أولاد افرج بحثا عن صيدلية حراسة تنقذه أو تنقذ غيره بدواء لم يستطع صاحبه تأجيل اقتنائه إلى الصبح.