اعتبر محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة عبد الملك السعدي، أن الجزائر لم تعد قادرة على منافسة المغرب في إفريقيا، موضحا أن المغرب ينهج سياسة إفريقية متكاملة. وأكد العمراني، في تصريح لجريدة "العمق"، أن الدول الإفريقية لا تمتلك الآن سياسة إفريقية، والمغرب البلد الوحيد الذي ينهج سياسة افريقية متكاملة جنوب جنوب، رابح رابح، وبعض الدول منها الجزائر رغم وزنها لا تتوفر على هذا النوع من السياسة وبالتالي من الصعب عليها مجاراة المغرب الذي تجاوزها في استكشاف مجالات إفريقيا". وأضاف العمراني، أن زيارة الملك لشرق إفريقيا لها رهانات عدة، منها عدم الاقتصار على زيارة الحلفاء التقليديين، والتوجه نحو حلفاء جدد عبر شرق إفريقيا الذي كان هناك نوع من الغياب فيها، فكانت فرصة لربط الجسور معها، وهو ما عكسته عدد من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في عدد من المجالات، مما يعطي الانطباع بأن هذه الزيارة ليست عابرة فقط، بل لها دلالتها المتمثلة في ترسيخ التعاون والشراكة بين البلدين. وأشار أستاذ العلوم السياسية، أن "المغرب يتعامل مع دول شرق إفريقيا، بمنطق براغماتي وذكي، يتمثل في تبادل المصالح، مضيفا أن "الملك محمد السادس لم يطلب من دول شرق إفريقيا أن تسحب اعترافها بجبهة البوليساريو، بل ترك لهذه الدول فرصة الاقتناع بأهمية حضوره في الاتحاد الإفريقي، وحرية الإعلان بأن إفريقيا هي في أمس الحاجة للمغرب". وأوضح المتحدث ذاته، أن "الدول التي زارها الملك، والتي هي ليست دول صغيرة بل كبيرة لها وزنها، ولها قناعة بأن المغرب له مكانته، وبأن النموذج المغربي قابل للتصدير، وقابل أيضا في أن يعتمد، وأن القارة الإفريقية، في أمس الحاجة للمملكة، على صعيد عدة مستويات، خاصة منها تلك المتعلقة بتدبير الثروات، وتجاوز المرحلة الاستعمارية"، مشيرا إلى أن إفريقيا لازلت لحد الآن مرتبطة بالمرحلة الاستعمارية، والمغرب يحاول ما أمكن كسر ذلك الرابط، الذي لا زال في عنق الدول الافريقية.