أسفرت عملية ترميم المركب الثاني للملك "خوفو"، أحد ملوك مصر القديمة، وصاحب الهرم الأكبر الشهير، اليوم الأربعاء، عن استخراج طبقة (خشبية) نادرة من المركب، الذي يرجع عمره إلى أكثر من 4500 عام. جاء الإعلان عن ذلك وسط حضور إعلامي محلي وغربي، خلال تفقد وزير الآثار المصري، خالد العناني، أعمال ترميم المركب المستمرة للعام السابع على التوالي، في منطقة الأهرامات غربي القاهرة، التي تضم مقر الترميم. وأوضح العناني، في تصريحات صحفية، على هامش الزيارة أن مشروع الترميم تكلف 10 ملايين دولار، والمركب مكون 1200 قطعة خشبية، وحتى الآن تم استخراج 704 قطع، وكل قطعة يتم استخراجها تجري لها عمليات ترميم بدقة متناهية في معمل الترميم الموجود بالموقع. بدوره ذكر عيسى زيدان، المشرف على الترميم، أن القطعة التي تم استخراجها من الطبقة الثامنة للمركب نادرة جدا ومهمة خاصة أنه لم يكن لها مثيل في مركب خوفو الأولى. ووفق بيانات سابقة لوزارة الآثار المصرية، فمشروع ترميم واستخراج مركب خوفو الثاني من الحفرة الخاصة بها أمام هرم خوفو (أحد عجائب الدنيا السابع) هو مشروع مشترك بين الوزارة، وجامعة "واسيدا اليابانية" برئاسة ساكوجى ياشيمورا، بدأ عام 2009، بدعم من هيئة التعاون الدولي اليابانية "الجايكا"، ومن المقرر أن يتم عرض المركب بعد الانتهاء من أعمال ترميمه في قاعة خاصة بالمتحف المصري الكبير بالقاهرة. و فى عام 2010، بدأت البعثة رفع الكتل الحجرية الخاصة بغطاء المركب، وتنظيف حفرته من الحشرات، ودراسة حالة ألواح المركب داخل الحفرة والتى وجدت فى 13 طبقة تحت الأرض، تمهيدا لإعادة تركيبها كمرحلة أولى. وفي 23 يونيو حزيران 2011، أعلن زاهي حواس، وزير الآثار آنذاك، أن مشروع الترميم من المفترض أن يستغرق خمسة أعوام، غير أن الوزارة الحالية في بياناتها الأخيرة لم تؤكد أن العام الحالي هو الأخير. وفي 15 فبراير 2012، أعلن وزير الدولة لشؤون الآثار محمد إبراهيم، وقتها في مؤتمر صحفي عالمي بهضبة الأهرام، بدء المرحلة الثانية من المشروع، باستخدام أحدث تكنولوجيا عالمية وذلك بالتعاون مع الجامعة اليابانية. وفي 6 يونيو الماضي، أعلن وزير الآثار الحالي، البدء في أعمال التجميع المبدئي لأرضية مقصورة قبطان المركب الثاني، وذلك بمعمل الترميم. ويرجع اكتشاف مركبي الملك خوفو التى ترجع إلى عام 2566 ق م، إلى عام 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر بالجيزة عندما اكتشف عالم الآثار المصري كمال الملاخ حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، عثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، كان عدد أجزاء المركب 1224 قطعة لا ينقص منها أي جزء من ضمنها خمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه، وأُعيد تركيب المركب الأول، فبلغ طوله 42 مترا، وتعرض في متحف خاص بها منذ عام 1982، يعرف باسم متحف مركب خوفو بجوار هرم خوفو. أما الحفرة الثانية، فقد اُكتشفت عام1987 عن طريق كاميرات صغيرة أدخلت في الحفرة، وتبين أن مركبا آخر موجود ومفكك، ومن ثم تم بدء العمل به في 2009.