اعتبر بناصر بولعجول، الكاتب الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، أن حوادث السير ليست فقط قضاء وقدر، بل خلل على مستوى السلوك والتربية، يتجلى في الاستهانة بقواعد السير على الطرقات. وأوضح المتحدث في حوار مصور مع جريدة "العمق المغربي"، ينشر مساء هذا اليوم، أن هناك مجهودات كبيرة في البنية التحتية للطرق بمختلف المدن، خاصة التي تعرف نسبة حوادث مرتفعة، وهو ما يؤشر على أن المشكل في السلوك والتربية، مشيرا إلى أن جودة العربات جيدة في غالبيتها، حسب قوله. وشدد بولعجول على أن طموح هيئته هو الوصول إلى ما سماه ب"المراقب الذاتي" لكل السائقين، قائلا في هذا الصدد "نريد من المواطن أن يكون رقيبا ذاتيا لنفسه سواء بوجود شرطي المرور أو بدونه، لأنه يستحيل توفير شرطي في كل مكان". وأشار الخيبر في مجال حوادث السير، إلى أن احترام إجراءات بسيطة أثناء السياقة يجنب احتمال الوفاة بنسب كبيرة في حالة وقوع حوادث، لافتا إلى إلزامية احترام علامات قف والأضواء الثلاثية واستعمال حزام السلامة والخوذة في الدراجات النارية، كافية لتقليص احتمال الوفاة أو الإصابة بعاهات بنسبة تفوق 50 في المائة أثناء الحوادث. ودعا بولعجول السائقين إلى ضرورة تجنب استعمال كل ما من شأنه التأثير على السياقة، خاصة الكحول والمخدرات وبعض الأدوية التي تسبب التعب والغفوة، ومراقبة ضغط العجلات أثناء السفر مع حتمية احترام السرعة القانونية، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات يجب اتخاذها بشكل ذاتي دون الحاجة لمراقبة الشرطة لأنها تخص سلامتنا بالأساس، وفق تعبيره. وبخصوص أسباب ارتفاع نسبة حوادث السير في فصل الصيف، قال بولعجول في حواره مع "العمق المغربي"، إن 350 ألف عربة تنضاف إلى حظيرة السيارات بالمغرب من طرف الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إضافة إلى أن غالبية الموظفين يأخذون عطلهم في الصيف، وهو ما يجعل المحاور الطرقية تعرف تواجدا مكثفا، خاصة في المدن الشاطئية ومراكز الشاطئية. وتابع قوله: "هناك مدن في الشمال يتضاعف عدد ساكنتها من 6 إلى 7 مرات في الضيف، وهو ما يوازيه ارتفاع نسبة حوادث السير"، مضيفا أن اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير اتخذت مجموعة من التدابير الخاصة للتعامل مع فترة الصيف، خاصة في الميدان التواصلي والتحسيسي.