اعتبر المندوب الجهوي لوزارة الصحة بدرعة تافيلالت، لحسن الشرفي، أن ملتقى سجلماسة لفن الملحون هو مناسبة للوقوف على الإرث الثقافي لفن الملحون بتافيلالت، وعلى أعلامه بمدن مغربية مختلفة، والدور الكبير الذي يمكن أن تقوم به قصيدة الملحون في توعية المجتمع والتفريج والتنفيس والانخراط بشكل فني في حياة الحرفيين والعشاق وهواة فن الملحون بشكل عام . وأوضح الشرفي خلال ندوة صحفية عُقدت أمس الخميس بالرشيدية، أن "برنامج الدورة 23 لملتقى سجلماسة لفن الملحون، أشرف على إعداده وصياغته عدد من أبناء الرشيدية من مفكرين ومبدعين وهو بالتالي برنامج نابع من أعماق مدينة الرشيدية". ووقف المندوب الجهوي لوزارة الثقافة بدرعة تافيلالت على الجانب التاريخي لفن الملحون، وأشار إلى "البعد الجمالي في شعار الدورة الذي لم يأت اعتباطا، بل مبني على أهداف وأسس مرجعية ثقافية متنوعة، وعلى رؤى ثقافية تدخل في إطار دعم المهرجانات التراثية التي فاق عدد 25 مهرجانا، والتي تدعمها وزارة الثقافة لأهميتها في المحافظة على الموروث الثقافي المغربي وصيانته بتجميعه وتوثيقه ونشره والعمل على تجديده وتطويره تشجيعا للبحث فيه، ودراسته باعتباره الوجه المشرق والمشرف للمغرب الحديث". ومن جهته، أشار الدكتور سعيد كريمي، مهتم بالشأن الثقافي بالجهة، وعضو اللجنة المنظمة، أنه لأول مرة يتم فيها الإعداد للمهرجان من طرف أبناء المنطقة، بعد أن كانت الدورات السابقة تعد بالرباط ويتم تنزيلها بتافيلالت دون إشراك أبناء المنطقة في إعداد البرنامج ". وأضاف كريمي، قائلا: "نفتخر لكون الملحون نبت بتافيلالت وأغلب شعرائه من تافيلالت ليسافر لمدن أخرى مثل: مكناس وفاس ومراكش.. وأن ما يميز الدورة هو بعض الإضافات النوعية مثل "النزاهة " وهي جلسات الحرفيين والصناع التقليديين البسطاء في طقس ملحوني دأب شعراء الملحون على تنظيمه موازاة مع الإنشاد، يخرجون للحقول حيث الطبيعة ويقرضون الشعر ". وأردف أن "الملحون هو ملك لجميع المغاربة، وهو إرث يمثل دائرة جماعية مشتركة من مرجعية فكرية وأكاديمية وفنية". وفي السياق ذاته، قال الباحث في التراث المحلي لجهة درعة تافيلالت سالم عبد الصادق، إنه واكب التظاهرة الفنية الخاصة بالملحون بتافيلالت منذ ولادتها قصد النهوض بها على المستوى الوطني، ووقف عبد الصادق عند نوسطالجيا هذا الفن منذ عهد وزير الثقافة السابق بنعيسى، وأشاد بمجهودات المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال بالرشيدية في جمع اللمة من جديد قصد انطلاق جديدة لتجاوز الانكماش والقطيعة. وشدد عبد الصادق في كلمته قائلا: "نأمل أن نعود عودة صحيحة لملتقى سجلماسة للملحون وان نؤصل له بمسقط رأسه تافيلالت ..فكل أعلام الملحون من تافيلالت وحتى الذين رحلوا فأصول أغلبهم من تافيلالت." وفي موضوع ذي صلة، قالت سلوى بناني، مصممة أزياء مشاركة في الملتقى، إنه "يجب أن يطلع الناس على هذا فن القفطان المغربي الذي يصاحب الملحون في لبس النساء كالجلباب والطربوش والبلغة بالنسبة للرجال ... وقد بحثت عن الجديد قصد العصرنة وبالحفاظ على الأصول، وأتمنى أن يحظى مشروعي بإعجاب الساكنة." وستنطلق فعاليات الدورة 23 لملتقى سجلماسة لفن الملحون اليوم الجمعة 5 ماي، وإلى غاية السابع من الشهر الجاري، وتتوزّع فعالياته بين مدن الريصاني وأرفود والرشيدية، كما يُكرَّم في الافتتاح عدد من الفنانين، من بينهم: مولاي التهامي أبو زهراء، وعبد الله ساسيوي. وتشارك فرق تمثّل سبع مدن مغربية، منها "سجلماسة لفن الملحون"، و"الجمعية الرودانية"، و"جمعية إدريس بن المامون للبحث والإبداع"، و"الفدرالية المغربية لرجالات الملحون"، و"الأصالة"، و"الشيخ جيلالي امثيرد"، و"الشيح محمد بوستة"، و"تافيلالت لفن الملحون".