الرشيدية 30 مارس 2013/ومع/ انطلقت٬ اليوم السبت بالرشيدية٬ فعاليات المهرجان الدولي للشعر بتافيلالت في نسخته الثانية٬ الذي ينظمه الى غاية فاتح أبريل المقبل مركز طارق بن زياد للدراسات والابحاث. ويهدف هذا المهرجان٬ المنظم بشراكة مع المندوبية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية تحت شعار "قوافل وقواف"٬ إلى أن يشكل مناسبة للقاء والتبادل الثقافي والفني٬ وإتاحة الفرصة للجمهور للتعرف على ذخائر الشعر إضافة إلى المساهمة في النهوض بالسياحة في المنطقة٬ كما يروم رد الاعتبار لمنطقة تافيلالت - سجلماسة باعتبارها ملتقى للحضارات والثقافات المختلفة والتصالح مع تراثها الغني ٬ فضلا عن فتح المجال للناشئة للإبداع في مجال الشعر خاصة. كما أن هذه التظاهرة الشعرية الدولية٬ التي تعرف مشاركة فنانين وشعراء من المغرب والمملكة العربية السعودية والعراق وتونس وبلجيكا وهولندا وفلسطين٬ تشكل مناسبة لتعميق النقاش في قضايا هامة بعيدا عن الطرح الاكاديمي٬ ذلك أن رؤى الشعراء بحساسياتهم الثقافية المتنوعة المشارب٬ تلتقي أحيانا وتفترق أحيانا أخرى في رؤاها لواقع الشعر والشاعرية والقيم الجمالية والفنية التي تختزلها اعمال وابداعات الشعراء أنفسهم. وأكد مدير مركز طارق بن زياد السيد مصطفى تيليوا٬ خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء الثقافي٬ أن المهرجان الدولي للشعر بتافيلالت في نسخته الثانية يشكل مناسبة للجمهور المحلي للتفاعل والتجاوب مع قصائد مستوحاة من العمق الشعبي والتراثي والثقافي المغربي ٬ مضيفا أن هذه الدورة تعكس الإرادة الراسخة من أجل جعل الثقافة المحلية عاملا أساسيا لتحريك والنهوض بالتنمية السوسيو اقتصادية لهذه المنطقة التي تزخر بمؤهلات وكنوز ابداعية مهمة. وأبرز أن تنظيم هذه التظاهرة يندرج في سياق الحفاظ على التراث الشعري من الضياع وتمكين الاجيال الجديدة من الاطلاع على جزء كبير من تاريخهم ٬ معتبرا أن تزامن المهرجان مع الاحتفال باليوم العالمي للشعر يعد بمثابة العودة إلى الجذور والمصالحة مع الماضي ومحاولة لإخراج هذا الفن من حالة التهميش٬ وذلك بفضل الجهود التي تبذلها الفعاليات ومنظمو المهرجانات والملتقيات. وشدد السيد تيليوا على أن المنظمين رفعوا تحدي تنظيم هذا التظاهرة بمنطقة تافيلالت٬ عبق التاريخ والحضارة وفن الكلام وملتقى الثقافات٬ مبرزا أن مركز طارق بن زياد " حرص مع مختلف الشركاء على أن يكون هذا المهرجان فرصة لربط الصلة بين مختلف شعراء المعمور وجعل تافيلالت وأهلها يتصالحون مع ذواتهم ومع تاريخهم من خلال احتضانهم لهذا الطيف من الشعراء٬ الذين يعكسون ثقافات ومدارس شعرية مختلفة". وأضاف أنه ولتحقيق هذه الغاية سيتم احداث جائزة للإبداع الطلابي والتلاميذي يطلق عليها اسم" جائزة طارق بن زياد للإبداع" خاصة بفئة الشباب في مجالات الشعر والقصة والرواية٬ وتروم تشجيع روح الابداع لدى شباب بالإقليم. من جهته٬ أكد مدير المهرجان السيد لحسن عايي أن هذه التظاهرة تطمح إلى التحسيس بالأهمية الكبرى التي يكتسيها النهوض بالثقافة المحلية في مسار التنمية ٬ مضيفا أن أهمية هذه المحطة الثقافية الثانية تكمن في " تجديد التراث الانساني المتنوع عبر بوابة الشعر الذي يشكل حاضنة للغات". وأبرز أن منظمي المهرجان عملوا على توفير جميع الشروط اللازمة لضمان نجاح هذه الدورة وجعلها قاطرة للنهوض الاجتماعي والاقتصادي للجهة وإشعاعها الثقافي. بدوره ٬ أكد المندوب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية السيد عبد الرزاق غزاوي٬ أن شعار هذه الدورة يحبل بحمولة تاريخية وثقافية تحيل على الادوار الطلائعية التي اضطلعت بها منطقة تافيلالت عبر التاريخ في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتجارية٬ معربا عن دعمه القوي لمثل هذه الملتقيات التي تعمل بالخصوص على ابراز الطاقات والقدرات الابداعية لدى الشباب. ويتضمن برنامج الملتقى بالخصوص تنظيم ندوة حول " التراث والتنمية بجهة تافيلالت : الواقع والافاق" ٬ وقراءات شعرية وزيارة متحف سجلماسة ملتقى الحضارات ومعرض تشكيلي وآخر للصناعة التقليدية ٬ وزيارة المأثر التاريخية بالريصاني (مولاي علي الشريف ومركز الدراسات والابحاث العلوية وقصر الفيضة) . وسيكون عشاق الفن الراقي والمرهف من ربط الاتصال مع ثقافته وإعادة استكشاف غنى الموروث الفني لتافيلالت٬ مهد فن الملحون الذي انبعث من بين واحاتها الخضراء وهضابها الشاسعة وواحات النخيل الساحرة٬ وذلك من خلال سهرات فنية في موسيقى الملحون بمساهمة جمعية "أصدقاء ملتقى سجلماسة لفن الملحون بتافيلالت" ومجموعة "سجلماسة لفن الملحون بأرفود" ومجموعة "كناوة واد مايوسف" ٬ ومسابقة ثقافية لفائدة تلاميذ الثانوي التأهيلي. وتجدر الإشارة إلى أنه٬ بعد النجاح الذي حققه خلال الدورة الفارطة٬ بدأ مهرجان الرشيدية الدولي للشعر بتافيلالت يكرس نفسه كموعد سنوي بارز على الساحة الثقافية والفنية المحلية يساهم في تنمية الأذواق والحس