أمسية شعرية ممتدة باذخة تلك التي أحياها ثلة من الشواعر والشعراء، مساء يومه السبت 31 مارس 2012، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، بتنظيم من نيابة إقليمالرشيدية للتربية والتكوين ومركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث، في دورة أولى ل"ملتقى تافيلالت للشعر"، تحت شعار: "شعر الواحة واجهة للتنمية الثقافية. وذلك بمقر المركز، وقد تناوب، خلالها، على منصة الإلقاء الشعري (في ثيمات وفنيات متنوعة)، كوكبة رائعة من الشعراء، منهم من جاء إلى الرشسدية من مدن المغرب المختلفة: مليكة المعطاوي (الرباط)، عبدالكريم الشياحني (وجدة)، أمينة إسماعيلي (الدارالبيضاء)، فاطمة الزهراء امسكين (الرباط)، عمر الطاوس (كلميمة)، سعيد بونادم (تنجداد)، حميد الطالبي (ألنيف)... إضافة إلى شعراء الرشيدية: محمد أكوجيل، عبد القادر برطويس، بلغيتي عزيزة، بشرى السعيدي، لحسن عايي (مدير الملتقى)، م. مصصطفى عبد السميع، المهدي بوزكري... صدح الشعر في تلك الأمسية الجميلة (التي قدمها، بالتناوب، طلبة وطالبات من الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية)، باللغات العربية الفصيحة والأمازيغية والفرنسية والزجل والشعر الملحون، تعبيرا عمليا عن تعدد الثقافة المغربية في وحدتها، وترابط مكوناتها. وقد واكب إنشادَ الشعراء لقصائدهم المتنوعة عزفٌ على العود من الزجال والفنان: المهدي بوزكري، ونور الدين برطويس، كما تخلل الإلقاءَ وصلات موسيقية غنائية ممتعة لكل من مجموعة نجوم الغد ومجموعة رشيد السالمي وفرقة رشيد الحداوي. هذا وفي صبيحة نفس اليوم، تم افتتاح الملتقى بزيارة معرض اللوحات التشكيلية المؤثثة لفضاء الاحتفال، وبكلمات، بالمناسبة، لكل من نائب التربية الوطنية السيد عبد الرزاق غزاوي، ومدير مركز طارق بن زياد السيد مصطفى تيليوى، ومدير المهرجان السيد لحسن عايي، وكلمة الضيوف قدمتها الشاعرة أمينة إسماعيلي. كما تم تنظيم ندوة موضوعها شعار الملتقى: "شعر الواحة واجهة للتنمية الثقافية"، تدخّل فيها كل من الدكتورة نجاة الكص، محامية بهيئة الدارالبيضاء، والدكتور لمراني علوي محمد أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، والأستاذ الباحث امبارك أشبارو، أستاذ بالثانوية التأهيلية مولاي رشيد بأرفود، والأستاذ الباحث سالم عبد الصادق، المؤطر التربوي للفلسفة بنيابة إقليمالرشيدية، وترأسها محمد حجاجي، المؤطر التربوي السابق. 1) مداخلة الأستاذة نجاة كانت تحت عنوان "الإبداع من وجهة نظر قانونية"، وتطرقت فيها إلى كون الشعر إبداعا، وإلى أن الإبداع الشعري ينتِج معرفة تسهم في التنمية الثقافية للفرد. غير أن الإبداع يتطلب أرضية صلبة تضمن كرامة الإنسان حتى يمكن فعلا أن يبدع في الشعر وفي غيره. وتحدثت الأستاذة المتدخلة عن القانون المغربي، وعن مدونة الأسرة، على الخصوص، وقالت إن النصوص القانونية متقدمة (يمكن أن تضمن بعضا من تلك الكرامة)، غير أن المشكل في التطبيق وفي تنزيل القوانين على أرض الواقع، ذلك التنزيل الذي يصادف العديد من العراقيل الناجمة عن بعض الذهنيات المتحجرة ... 2) الأستاذ لمراني علوي محمد قدم، في مداخلته التي كانت تحت عنوان: "سجلماسة: تاريخ وتراث"، لمحة تاريخية عن واحة تافيلالت من خلال مدينة سجلماسة، وعن دورها المركزي في تاريخ المغرب: من الناحية الإستراتيجية والاقتصادية والعلمية/الثقافية/الإبداعية والسياسية. وقدم نماذج وأمثلة عن بعض المواقع والقصور وأهميتها التاريخية والعمرانية والعلمية، وبالتالي الثقافية والإبداعية في مختلف المجالات (مسكي، أولاد شاكر، تامعركيت أبوعام، الفيضة، بعض الأضرحة...) 3) الأستاذ أشبارو، بدوره، تحدث عن تعددية الثقافة الواحية بتافيلالت في إطار الوحدة المغربية، وركز في مداخلته التي عنونها: "الأشعار والأهازيج المصاحبة للأشغال الفلاحية بالمجال الواحي"، على الوظيفة الإنسانية لتلك الأشعار والأهازيج، والمتمثلة في إعلاء قيم التضامن والتسامح والتساكن والتعايش السلمي بين مختلف مكونات ساكنة الواحة ( العرب، الأمازيغ، اليهود، العناصر الإفريقية...)، وقدم أمثلة ونماذج من الأشعار التي تعكس تلك القيم. 4) الأستاذ عبد الصادق، عنون مداخلته ب"فن الجرفي: نموذج لشعر الواحة". ومما جاء فيها أن الواحة نقطة حياة، نقطة خضراء وسط الصحراء. ثقافة الواحة تعكس جزءا من ثقافة الصحراء، ولا غرابة أن يكون الإبداع الشعري انعكاسا لثقافة الصحراء وخصوصية ساكنتها المتمثلة في الثقافة الشفاهية. بعد ذلك بين أن فن الجرفي (الشعر الذي ينشد في منطقة الجرف والنواحي)، كجزء من الثقافة الشعبية الشفاهية لواحة تافيلالت، يحمل، في نماذجه الراقية، سمات فنية عالية، وأنه يرتجَل وينشد ويغنى، ومن هنا مرافقته الحميمية لحياة الإنسان الواحي. وقدم بدوره نماذج وأمثلة على ذلك. ومن المنتظر أن تنظم، يوم غد ، الأحد، ورشة لفائدة التلاميذ حول الكتابة الشعرية والإلقاء الشعري يؤطرها الأستاذ عبد الكريم الشياحني بمعية الأستاذ حميد الطالبي، كما ستقدم جوائز لتلاميذ المؤسسات التعليمية المشاركين في المسابقة الشعرية المنظمة بالمناسبة.