استقبلت عدة مدن مغربية العشر الأواخر من شهر رمضان على وقع منع السلطات المواطنين من الاعتكاف بالمساجد خلال ما تبقى من هذا الشهر، حيث حالت دون تنظيم معتكفات ب 18 مسجدا بمدن مختلفة. وحسب المعطيات المتوفرة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، فقد أقدمت السلطات على منع مواطنين من تنظيم معتكفات رمضانية ب 11 مسجدا بمدينة وجدة، ومسجدين بمدينة بركان، وفي مسجد واحد في كل من جرادة وبني مطهر وتاوريرت وأحفير وزايو. وفي الوقت الذي تعلل السلطات بالمدن المذكورة قرار المنع بكون المعتكفات من تنظيم جماعة العدل والإحسان، شدد عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة حسن بناجح، في تصريح لجريدة "العمق المغربي" أن أعضاء الجماعة لا يشاركون في المعتكفات بشكل منظم وتحت يافطة انتمائهم، كما اعتبر أن الدولة تعمل على "إعطاء الملف بعدا سياسيا"، وهو ما ترفضه الجماعة على حد قول المتحدث. وأضاف بناجح أن المنع من الاعتكاف لا يقتصر على أعضاء جماعة العدل والإحسان، وإنما يطال المواطنين بصفة عامة، وهو الأمر الذي يتكرر كل سنة ويتنافى مع شعارات الدولة وعلى رأسها ما نص عليه الدستور من كون الإسلام دينا رسميا للمغرب. وانتقد القيادي بجماعة الراحل الشيخ عبد السلام ياسين، منع المعتكفات بالمدن الشرقية "التي تعرف على مر التاريخ بإقبالها الكبير على الاعتكاف في شهر رمضان"، معتبرا ذلك "إجهازا على حق أساسي يكفله الدستور والشرع، وجريمة بالمعيار الديمقراطي والحقوقي". وأكد بناجح في تصريحه لجريدة "العمق المغربي" أن جماعته ليس لها أي مانع في أن تسهر الدولة على تنظيم المعتكفات الرمضانية ودعمها، مطالبا إياها بالمبادرة بذلك وعدم الاكتفاء بمنع المواطنين من حقهم الشرعي، مضيفا أنها "لا تقدم سوى بعض البلاغات من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لذر الرماد في العيون".