في مقالة بعنوان "نصوص مهداة إلى النساء الاتحاديات"لكاتبه أحمد عصيد،وقد تحدث كثير وقال هذه هي مواصفات الفقه الجديد المطلوب لعصرنا هذا : حضور العقل وأولويته في قراءة النصّ على آراء الفقه التراثي القديم. اعتبار الواقع وما يجري فيه من مظالم، وأولوية ذلك على النوايا الحسنة والخطابات المنافقة. احترام الكرامة الإنسانية واعتبار أن مقاصد الشريعة هي جلب المنفعة ودفع المضرة وليس تكريس الظلم والألم. نعم كل هذا كلام جميل ومقبول عقلا ونقلا،لكن هل أصبحتم تؤولون النصوص الدينية الثابتة على هواكم.إن لكل مجال أهل الاختصاص فيه ،سبحان الله إلا المجال الديني فكل من هب ودب يفتي في النوازل.من ناحية اجتماعية وفكرية نرحب بكل الاقتراحات والأفكار البناءة التي ممكن إنها ستغني المجال الفكري المجتمعي لكن في حدود.ومع احترامنا للمؤسسات العلمية الدينية في المغرب،لكن بصراحة نجد أن أهلها يعيشون في كوكب آخر ليس المغرب.فلا نعلم علماؤه حتى يحملون فوق الأكتاف في النعوش إلى القبور.هذا سؤال كبير يطرح نفسه،وهذا هو بالتحديد ما وقع في كل جل الأقطار العربية والإسلامية، حتى أصبحت الساحة شبه فارغة للتكفيريين والعلمانيين(بفتح العين)وخصوم الدين والأمة،أين هم رجالات الدين الإسلامي الوسطي المعتدل؟ كما للجسم حاجياته الغذائية حتى يتقوى ويستطيع الحراك، وللعقل حاجياته الفكرية والعلمية، وكذا النفس بحاجة إلى حياة إيمانية سليمة الفكر والعقيدة.فهاهو الفكر الأصولي التكفيري يسرح ويمرح على طول خط طنجة جاكارطا،يهدم ويكفر يمنة ويسرة.وجل هم علماء الأمة الآن هي الماديات قلما هنالك من ينصح لأمته.هذا من جهة،كما واجب الأمة الإنصات إلى علماء الصدق والوسطية وعدم الانصياع إلى كل من أسدل لحيته وقرأ بعض آيات الله الجهادية فاصل إياها على مجمل آيات القرآن الكريم. اليوم الساحة الإسلامية والعربية تعج بالمتفيقهين والمتحدثين باسم الدين،لكن السياسة طغت على الفكر والتوجه الديني السمح الصرف،فغدت تخرج من هنا وهناك فتوى القتل والتطرف بدعم مليارات البيترودولار.صراحة مع هذه الكثرة قلت البركة وأصبحنا نعيش في دوامة الفتوى والتنطع على الدين.
ختاما،نقول نحن نقول أفكارنا التي نرجو من الله أن تكون سوية الطريق،وسطية المنهج،ونرجو من علماء المغرب وجل الأمة المحمدية الادعان إلى الحق والنزول قليلا إلى الواقع الإسلامي والعربي المعيش.