تابعت العديد من المنظمات والهيئات السياسية والنقابية والجمعوية، جو الاحتقان الذي يعيشه المجتمع المغربي منذ مدة، وخاصة في الآونة الأخيرة بفعل حملات التكفير، والترهيب، والتهديد بالقتل، وإصدار الأحكام الجاهزة والمواقف المسبقة عن الأعضاء والمؤسسات، بعيدا عن احترام المبادرات والأفكار وتعدد الاجتهادات في الحقل السياسي. وأمام الحملة الترهيبية والتكفيرية التي يتعرض لها حزب من الأحزاب الوطنية المتمثل في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في شخص كاتبه الأول الأستاذ إدريس لشكر وعدد من رموزه وأعضائه في طليعتهم الشهيد المهدي بن بركة والفقيد محمد عابد الجابري، ومجموعة من المثقفين والمفكرين والفاعلين، خاصة المفكر عبد الله العروي و ذ. أحمد عصيد وغيرهم من مناضلي الحركة الوطنية التقدمية والمثقفين والإعلاميين، ونعت نساء حزب القوات الشعبية بالبغايا والفاسقات..، بغاية الترهيب والتهديد ومحو الذاكرة الوطنية الجماعية لمغرب القيم والحداثة والتقدم، وضرب التاريخ النضالي الذي أدى اليوم إلى خلق شروط التحول الديمقراطي... محمد بسطاوي «لا أحد يمتلك الحق في أن يكفر الآخر، الله الذي خلق الكون هو الذي له القدرة على معرفة الكافر من المؤمن. وأن مثل هذه الفتوى ، هي مجرد «لهَّيَاتْ» للشغل الناس عن الأمور الأساسية في الحياة» محمد الشوبي «الخطاب التكفيري هو خطاب عاجز عن الوقوف أمام التحديات التي تواجه الإنسان، وكما كانت في العصور القديمة، وكانت تخدم جماعات مشلولة فكريا، وتنظم الحياة بصفة عامة في طابور أخلاقي انتهازي، وتضعف المحاولات الفكرية للإنسان» نور الدين لخماري لاحق لأحد أن يكفر الآخر. وأن الدين أصبح عند البعض كرأسمال تجاري يبيع ويشتري به ويخدم به مصالحه الشخصية. وهؤلاء الذين يطلقون هذه الفتوى لايعلنون للمغاربة بأنهم من أهل الدين، بل اعتبرهم، وكواحد من المغاربة ، أناس بعيدون كل البعد عن الدين ياسين أحجام لاحق لأحد كيفما كان أن يكفر أحدا». وأن مظاهر مثل التكفير والترهيب والتهديد «لها ارتباط بمشكل التطرف. لهذا لابد أن ينظر للمسألة، بأنها تطرف وتحريض على الكراهية والبغض وتثير الفتنة وتعرقل مسار النظام العام للبلاد. وأن هذا يجب اعتباره أمرا كبيرا وجريمة كبرى يجب مواجهتها والتصدي لها» لطيفة أحرار «هذه الخرجات التي تلبس لبوس الدين، وكأن المغرب ليست به مؤسسات. وأن ما نسمعه ونعاينه اليوم، هو مخالف للدين»، مؤكدة «أن الحوار ممكن بالمغرب، وبأن الجدال يجب أن يتبنى الحجج والبراهين، وليس النعوت وزرع الكراهية بين الناس» جمال سويسي «أنا لا أومن بإسلام هؤلاء الناس، والمغرب كان وسيظل يتسع للجميع .. وما جوابي لهم وعلى ما يفتونه إلا هذه الاية الكريمة التي تقول: «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» محمد مفتكر «كان النبي يشفع للانسان والانسانش يكفر الانسان»، وبالتالي اعتبر بأن «هذا معطى جديد ولايتطابق مع أي مفهوم ديني»، مشيرا إلى أن «هناك من يسعى إلى تهجين الدين الاسلامي في علاقة الانسان بالله» اعتبرت مجموعة من الوجوه الفنية التي ظلت، دائما، مدافعة عن قيم التعدد والاختلاف والقبول بالآخر، مجسدة ذلك عبر مواقفها ومبادراتها التي تدعو إلى المواطنة وحقوق الإنسان والديمقراطية، أن هذه الفتوى ومختلف الفتاوى التي يصدرها متطرفون ومتشددون، سلاحا تكفيريا يحرض على الكراهية والقتل، ويهدف إلى زعزعة الاستقرار، معتبرة في الآن نفسه سلوكات منافية للأخلاق والقيم الإسلامية السمحاء، وانتصارا للتعصب وأحادية الفكر وشموليته، والهيمنة باسم الدين والشريعة الإسلامية. وإذ تدين مواقف كل هذه الوجوه الفنية عودة موجة التكفير إلى الواجهة، وفتاوى التكفير والارتداد والتحريض على الكراهية والقتل ضد المواطنين، والتشهير بالقذف والمس بحرية وكرامة الأشخاص خاصة النساء، والسعي إلى ترسيخ ثقافة التطرف، فإن الممثل المتألق محمد بسطاوي، اعتبر أن فعل التكفير والترهيب والتهديد، «لا أحد يمتلك الحق في أن يكفر الآخر، الله الذي خلق الكون هو الذي له القدرة على معرفة الكافر من المؤمن. وأن مثل هذه الفتوى ، هي مجرد «لهَّيَاتْ» للشغل الناس عن الأمور الأساسية في الحياة. وأنه عوض الالتفاتة لها ومعالجتها يخرج من يريد أن يلهي الناس على البحث وإيجاد الحلول لها. ومع ما نعيشه اليوم، أعتقد أننا بالمغرب نتوفر على علماء دين لهم الحق في النظر في مثل هذه القضايا، لأنه يملكون العلم والدراية بها، و أن الاسلام، دائما كان دين كل العصور، ومن يفتي اليوم فهو يسعى إلى إشعال الفتنة داخل المجتمع». ياسين أحجام، الممثل والذي يتقلد مسؤولية سياسية ضمن واحدة من أهم المؤسسات التشريعية وهي البرلمان، بدوره صرح أن «هذه الموجة واردة على المغرب، ويمكن وصفها بأنها مستورد هجين لا علاقة له بالمجتمع المغربي، الذي عرف دائما بالاعتدال والوساطية». وأكد أحجام «أن الاسلام كان دائما يتطور مع المجتمع ولايلتقي مع المفاهيم الجامدة». معبرا بعفوية صادقة «أنا بصراحة مع تجريم التكفير ، ولاحق لأحد كيفما كان أن يكفر أحدا». وأن مظاهر مثل التكفير والترهيب والتهديد «لها ارتباط بمشكل التطرف. لهذا لابد أن ينظر للمسألة، بأنها تطرف وتحريض على الكراهية والبغض وتثير الفتنة وتعرقل مسار النظام العام للبلاد. وأن هذا يجب اعتباره أمرا كبيرا وجريمة كبرى يجب مواجهتها والتصدي لها». الفنانة لطيفة أحرار، التي لازالت ومازالت تعاني من الاساءات لسمعتها وكرامتها الشخصية وما لفق لها من من أكاذيب حول تعمدها الاستهزاء بالقرآن الكريم، والى غيرها من النعوت التي مست كرامتها وحريتها، بدورها لم تخف تساؤلاتها حول هذه الحملة التكفيرية، حيث عبرت عن اندهاشها وعدم فهمها لمثل «هذه الخرجات التي تلبس لبوس الدين، وكأن المغرب ليست به مؤسسات. وأن ما نسمعه ونعاينه اليوم، هو مخالف للدين»، مؤكدة «أن الحوار ممكن بالمغرب، وبأن الجدال يجب أن يتبنى الحجج والبراهين، وليس النعوت وزرع الكراهية بين الناس». وأضافت «إذا كانت كل سور القرآن الكريم تبتدئ باسم الله الرحمان الرحيم، وإذا كان كلام الله به الرحمان والرحيم ، فأعتقد أن هذه الافكار هي دخيلة على المغرب، وأتمنى أن يقول كل مواطن مغربي رأيه في الموضوع». كما أكدت لطيفة أحرار، على ضرورة احترام دولة المؤسسات من بينها المجالس العلمية التي تضم علماء وفقهاء لهم من الكفاءة والمعرفة لمناقشة كل الآراء، «لهذا أصبح من الضروري أن نبني ونفعل دور هذه المؤسسات لكي تقوم بعملها ودورها تجاه المجتمع، إلى جانب اعادة النظر في المنظومة التعليمية الذي أصبح من الضروري أن تعتمد في مناهجها تدريس العلم والحوار»، خاتمة كلامها «بأن الأوطان لاتبنى بالتكفير، بل بالحب والتفاهم والحوار». الممثل محمد الشوبي، الذي دائما كان صوته حاضرا داخل الساحة الفنية أو الثقافية وحتى السياسية، معبرا عن مواقفه تجاه العديد من القضايا التي تمس المجتمع المغربي، بدوره اعتبر أن «الخطاب التكفيري هو خطاب عاجز عن الوقوف أمام التحديات التي تواجه الإنسان، وكما كانت في العصور القديمة، وكانت تخدم جماعات مشلولة فكريا، وتنظم الحياة بصفة عامة في طابور أخلاقي انتهازي، وتضعف المحاولات الفكرية للإنسان بصفته وارثا لكل خيرات الأرض، هي في كل لحظة تأملية تعود لتحاول فرض نفسها، وأظن أنها لا تنجح أبدا رغم الادعاء بنجاحها في إفشال المشاريع الإنسانية فكريا واجتماعيا، ولكنها تعطل وترهق القيام بهذه المشاريع . التكفيريون أناس يعانون من وضع الغريق في الوحل، أو الصدأ الفكري، فهم ينزعون لإلصاق الوحل أو الصدأ بباقي الناس، فهم بالضرورة ليسوا أنقياء بفعل الدرن الذي يحيط بهم جراء الركود في وضعية واحدة وعدم الاغتسال، لذلك يزكمون الأنوف بروائحهم الكريهة، وليصلوا إلى مبتغاهم يركبون صهوة الدين، والتحجج به أمام الملأ، فهم كمن يقابلك في وضعية المبتسم، وهو في نفس الوقت يشتمك مبتسما، فيذكرون الله والنبي عليه السلام، ليمرروا خطابات رجعية لا تمت للحياة الكريمة في شيء ، فهم مغالون في التصورات الدينية، ويذكرون عذاب القبور وجهنم والقصاص الدنيوي كثيرا، لترهيب كل من يتحاور معهم، ولإفزاع المستمعين لهذا الحوار وجلبهم إلى الخنوع والتسليم بمسلماتهم، وأستنتج أخيرا بأنهم يجب كبحهم بالقانون، ويجب تجريم التكفير، وتجريم الترويج له، فهؤلاء كلهم يقبعون في كهوفهم، والعهدة على من يخرج كلامهم ليصيب الناس بالجهالة، ويؤثر على ضعاف النفوس والتكوين . ولعل الحداثيين يتحملون نسبة كبيرة في ترك هؤلاء يؤثرون على مجتمع ضعيف أمام آلاتهم الشيطانية، وذلك بعدم الانخراط في المجتمع فكريا وعمليا، وألاحظ أن تحركاتهم محتشمة وتقلل من أهمية وخطورة مثل هؤلاء الظلاميين، فالحداثة لا يمكن أن يصرعها إلى الفكر الخرافي والأسطوري، وهو ما يجب مواجهته بالدفاع عن مدرسة حديثة سلاحها العلم، وبالدفاع عن الثقافة بتخصيص نشاطات لا تنقطع عبر ربوع المملكة، فما هو مرسخ في عقل المواطن من قديم الزمان لا يمكن محوه بالبوليميك والسجال والمواجهات المعزولة، لأنه في اعتقاده ثابت من الثوابت وفرض عين، لذلك وجب التحرك كما فعلت بعض الأصوات اليوم، ولا يجب التراجع أمام غلوهم، ويجب تحميل الدولة مسؤولية كل انزلاق اجتماعي». المخرج محمد مفتكر، الذي انتهى مؤخرا من تصوير شريطه السينمائي الثاني «طفل الصمت»، وهو اليوم يدخل مرحلة المونطاج، اعتبر أن «الاسلام كدين لم يكن يوما دين وساطة، ولم تكن الوساطة بين الانسان والله، بل كانت العلاقة بينهم علاقة مباشرة .. أما أن تكون الوساطة من خلال التكفير، فهذا المبدأ أساسا غير إسلامي، ولا أحد يعلم مصيره مع الله». في هذا السياق، استحصر مفتكر، مع موجة التكفير والترهيب التي يعيشها المجتمع المغربي «كيف كان النبي كان يشفع للانسان والانسان يكفر الانسان»، وبالتالي اعتبر بأن «هذا معطى جديد ولايتطابق مع أي مفهوم ديني»، مشيرا إلى أن «هناك من يسعى إلى تهجين الدين الاسلامي في علاقة الانسان بالله». نور الدين لخماري، مخرج مجموعة من الاعمال السينمائية آخرها فيلم «زيرو»، كان له رأي بخصوص حرب التكفير والترهيب والتهديد الذي يعيشه المجتمع المغربي، حيث اعتبر «أنه لاحق لأحد أن يكفر الآخر. وأن الدين أصبح عند البعض كرأسمال تجاري يبيع ويشتري به ويخدم به مصالحه الشخصية. وأن مثل هؤلاء الذين يطلقون هذه الفتوى لايعلنون للمغاربة بأنهم من أهل الدين، بل اعتبرهم، وكواحد من المغاربة ، أناس بعيدون كل البعد عن الدين ولايناقشون أن ينص من نصوصه، بل يوظفون النص الديني في إثارة الفتنة وضرب قيم الحوار والتسامح التي اعتاد عليها المغاربة عموما. وأنه بمثل هذه السلوكات التي نشهدها اليوم فهم يبيعون الحقد والكراهية، ويشكلون خطرا على المغرب والمغاربة.. وأتحدى هؤلاء أن يقولوا مثل هذا الكلام في بلاد آخر غير المغرب، فلن يكون مصيرهم إلا السجن.. فليحمدوا الله أنهم في المغرب». جمال سويسي، المخرج والمنتج السينمائي، شدد في تصريحه على أن «النطق بكلمة التكفير يعد جرما قبل ارتكاب الفعل، لهذا أعتقد أن الناطق لمثل هذا الكلام يجب أن يحاكم على كلامه». واعتبر سويسي أن «مثل هذه الأفعال لا علاقة لها بتاتا بالاسلام. وأن مثل هذا الكلام لم يعد يترك مسافة مابين الكلمة والفعل وهذا لاعلاقة له بالاسلام». مشيرا إلى أن التكفير والترهيب والتهديد «في حد ذاته تعد على حرية الأخر، وجريمة كبرى يعاقب عليها القانون». في هذا الصدد، اعتبر جمال سويسي «أنا لا أومن بإسلام هؤلاء الناس، والمغرب كان وسيظل يتسع للجميع .. وما جوابي لهم وعلى ما يفتونه إلا هذه الاية الكريمة التي تقول: «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، صدق الله العظيم».