استبعد الخبراء الروس المكلفين تحليل عينات اخذت من جثمان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الخميس تعرضه لتسمم بمادة البولونيوم مؤيدين بذلك نتائج تقرير فرنسي كان موضع انتقاد سهى ارملة ياسر عرفات. وقال رئيس فريق الخبراء الروسي فلاديمير اويبا مدير الوكالة الفدرالية للتحاليل البيولوجية الذي نقلت وكالات الانباء تصريحاته ان ياسر عرفات "مات ميتة طبيعية وليس بسبب اشعاع".
وهذه النتائج مطابقة لتلك التي توصل اليها خبراء مكلفون من قبل القضاء الفرنسي، والتي اعترضت عليها ارملة عرفات الذي توفي في 2004 عن 75 عاما غي مستشفى بيرسي قرب باريس.
لكن السفير الفلسطيني في موسكو قال الخميس لوكالة الانباء الروسية "نوفوستي" ان التحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني متواصل على الرغم من تقرير فريق الخبراء الروس.
وقال فايد مصطفى في تصريحات نقلتها الوكالة "استطيع ان اقول فقط بانه كان قد تقرر سابقا مواصلة التحقيق. ونحن نحترم موقفهم ونقدر عاليا عملهم (الخبراء الروس). ولكن تقرر مواصلة التحقيق".
ويتهم القادة الفلسطينيون اسرائيل بانها كانت وراء وفاته ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الوفاة.
وفي جنيف، اعتبر فرنسوا بوشو الذي شارك في صياغة تقرير خبراء سويسريين حول وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات العام 2004، خلص الى ترجيح وفاته مسمما، اعلان الخبراء الروس "تصريحا سياسيا" لا يستند الى أي اسس علمية.
وقال بوشو مدير معهد الفيزياء المشعة في لوزان ان "الروس يحركون الاشياء دون ان يعطوا أي قيمة عددية، دون ان يعطوا أي حجة علمية، لذلك فأنه (استنتاجهم) بالنسبة لي كان فارغا، بل هو تصريح سياسي".
واضاف "هم لم يقدموا تقريرهم ويتحدثون فقط عن استنتاجات يمكن لاي شخص ان يقولها إذا اراد ان يقول شيئا".
وشارك بوشو في صياغة التقرير المنشور في 7 تشرين الثاني/نوفمبر ويرجح نظرية تسميم عرفات بالبولونيوم.
وافاد الخبراء السويسريون الذين سلموا التقرير الى سهى عرفات ارملة الزعيم الراحل والسلطة الفلسطينية انهم رصدوا نسبا من البولونيوم تفوق ب20 ضعفا النسب المعتادة، من دون التأكيد بشكل قاطع ان هذه المادة المشعة هي سبب الوفاة.
وكان الخبراء المكلفون من القضاء الفرنسي التحقيق في وفاة ياسر عرفات في استبعدوا في تقريرهم فرضية وفاة الزعيم الفلسطيني مسموما مرجحين الموت الطبيعي بحسب مصدر قريب من الملف، مما يثير الجدل مجددا حول هذه القضية البالغة الحساسية.
وقالت النيابة العامة في نانتير قرب باريس في بيان "مع التحاليل التي اجريت والمستندات التي يتضمنها الملف، خلص الخبراء الى غياب تسميم لعرفات بالبولونيوم-210" وهي مادة مشعة على درجة عالية من السمية.
واشار تقرير طبي فرنسي يعود تاريخه الى 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 الى التهاب بالامعاء وتخثر "شديد" للدم لكنه لم يوضح اسباب الوفاة. يذكر انه بعد فتح القضاء الفرنسي تحقيقا في المسألة، اعيد فتح ضريح عرفات واخذت حوالى 60 عينة من رفاته وزعت لتحليلها على ثلاثة فرق من الخبراء من سويسرا وفرنسا وروسيا.
واعلنت سهى عرفات ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل في السادس من الشهر الحالي انها ستطعن امام القضاء الفرنسي في نتائج التقرير الطبي الفرنسي الخاص بظروف وفاة زوجها.
وقالت سهى عرفات "بعد التشاور مع عدد من الخبراء القانونيين وخبراء المعهد السويسري الذي اجرى فحوصا على عينات من رفات الشهيد عرفات وبعد مقارنة التقرير الفرنسي مع التقرير السويسري قررنا التوجه الى القضاء الفرنسي للطعن بنتائج التقرير الطبي الفرنسي".
واضافت "سنطعن بالتقرير والية عمله والنتائج التي توصل اليها وسنبين الدليل على صحة طعننا" من خلال المحامين الموكلين بالقضية امام القضاء الفرنسي. واكدت سهى عرفات في الرابع من الشهر الحالي انها "مقتنعة تماما" بانه "لم يمت بطريقة طبيعية".
وكانت سهى عرفات رفعت في تموز/يوليو 2012 دعوى ضد مجهول بتهمة القتل في نانتير بعد اكتشاف مادة البولونيوم المشعة والعالية السمية على اغراض شخصية لزوجها.
وهذه المادة اعطيت له كما قالت من احد المحيطين به. ولم تعرف حتى الان اسباب وفاة عرفات الذي توفي عن 75 عاما في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري الفرنسي قرب باريس بعد تدهور مفاجىء لصحيته، اثر معاناته من الام في الامعاء من دون حمى، من مقره برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول/ديسمبر 2001.
ولكن ما زال كثير من الفلسطينيين يشتبهون باقدام اسرائيل على تسميمه بتواطؤ افراد من محيطه. ولطالما نفت اسرائيل اي ضلوع لها في القضية.
وبحسب استطلاع نشر الثلاثاء اجراه مركز ابحاث فلسطيني فان غالبية الفلسطينيين (59 بالمئة) يعتقدون ان عرفات تم تسميمه من قبل اسرائيل.