وقعت وزارتا الصحة والثقافة، أمس الجمعة بمراكش، اتفاقية إطار تهم دعم وتفعيل وتعميم مشروع "الثقافة والصحة" على كافة المؤسسات الصحية بالمملكة. ويهدف هذا المشروع، الذي أنجز بمبادرة من المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش في الثامن من مارس الماضي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بغرض إدماج الثقافة في مختلف هياكل المستشفيات التابعة للمركز، إلى تحسين مواكبة الأشخاص الذين يتلقون العلاج داخل المستشفى وأقاربهم وضمان إطار للاشتغال ملائم ومريح بالنسبة للعاملين. ويتوخى المشروع أيضا تنمية روح الإبداع والثقافة لدى العاملين بالمؤسسات الاستشفائية والأطر الطبية والمرضى على حد سواء، فضلا عن تعزيز الروابط الثقافية مع المرضى وإشاعة روح العمل الجمعوي بين المجتمع المدني والمرضى وذلك من أجل إضفاء طابع الأنسنة على الخدمات الاستشفائية وانفتاح المستشفى على محيطه. وسيتم تعميم مشروع "الثقافة والصحة" على المستوى الوطني بشراكة مع وكالة التعاون الدولي الألماني للتنمية . وتم التوقيع على هذه الاتفاقية على هامش ندوة دولية حول موضوع "الثقافة والصحة في الوسط الصحي : نظرة جديدة" شارك فيها أزيد من 200 مشارك من الفاعلين في المجالين الطبي والثقافي على الصعيدين الوطني والدولي وممثلي مؤسسات استشفائية وطنية وأجنبية. وشكلت هذه الندوة، المنظمة من قبل المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة ومستشفى روفاك بفرنسا، مناسبة لاستعراض تجارب مؤسسات استشفائية مغربية وأجنبية تعد رائدة في هذا المجال من بينها المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس ومستشفى الرازي التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، والمركز الجامعي للأمراض العقلية بالدار البيضاء، والمراكز الاستشفائية الجامعية بروين وروفاش وكريتيال بفرنسا، إلى جانب مؤسسات صحية من بلجيكا وكندا. وتناول المشاركون في هذا اللقاء العلمي مواضيع همت، بالخصوص، "الثقافة والصحة : التاريخ وواقع الحال" و"الثقافة والصحة : استعادة تجربة" و"الثقافة والصحة : مبادرات مغربية".وتوجت هذه الندوة بإحياء أمسية فنية نشطتها كل من جمعيات المجتمع المدني ومؤسسات تعليمية بمشاركة المرضى، وذلك من أجل إعطاء تصور لما يتم تقديمه من أنشطة داخل الفضاء الاستشفائي.