يتحدث الملايين من الناس عن فوائد الفيتامينات، حتى أن بعضهم ينصحون بتناولها في كل الأوقات من دون وصفة طبيب، من دون أن يعلموا أنهم يضيعون أموالهم على شراء أدوية قد تضر بهم. نقص الفيتامين (أ) يزيد بشكل كبير من خطر العمى والموت لدى الأطفال الذين يعانون الحصبة والإسهال في البلدان النامية. لذا، توصي منظمة الصحة العالمية بكمية دقيقة للغاية، وتحذر من أن الجرعات الكبيرة يمكن أن تسبب تشوهات خلقية في مرحلة مبكرة من الحمل، إلى جانب مشاكل أخرى. وهذه التحذيرات تشير إلى أن الإفراط في تناول الفيتامينات لا يكفل النتيجة المرجوة. جرعات زائدة لينوس بولينغ هو صاحب التأثير الكبير على ثقافة الفيتامينات والمغذيات، فمن المستحيل تقريبًا أن نتخيل شخصًا يتمتع بسلطة ومصداقية عندما يتعلق الأمر بهذه المكملات. فاز بولينغ باثنين من جوائز نوبل، وكان رجلا يتمتع بصحة جيدة بكل المقاييس، إذ أصدر كتابًا في العام 1970 قائلًا إن تناول جرعات عالية من فيتامين (سي) يمكن أن يكون فعالا في مكافحة الانفلونزا والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والالتهابات والمشاكل التنكسية. واعتاد هذا الرجل على استهلاك كميات هائلة من الفيتامين (سي)، ربما مئات أضعاف الجرعة المطلوبة، وعاش إلى سن الشيخوخة يحيط به العديد من الأبناء والاحفاد. هذا الأمر ساهم في نمو هذه الصناعة، بدعم من المعتقد بأن المكملات من هذه الجزيئات في نظامنا الغذائي مفيدة. وعلى الرغم من أنه عالم شهير وحائز على جوائز نوبل، إلا أن كلمة رجل واحد لا تكفي عندما يتعلق الأمر بالأدوية والمركبات المعقدة. وربما يستحق النظر في نتائج الدراسات التي تتحدث عن النتائج العكسية على صحة الناس الذين يستهلكون هذه المكملات لفترات طويلة من الزمن.
لا دليل تقول إحدى الدراسات: "لم نجد أي دليل لدعم المكملات المضادة للأكسدة في الوقاية الأولية أو الثانوية من أي نوع من الأمراض، فالبيتا كاروتين والفيتامين (اي) تؤدي إلى زيادة الوفيات، وكذلك الجرعات العالية من الفيتامين (أ)، ومضادات الأكسدة التكميلية يجب أن تعتبر منتجات طبية وينبغي أن تخضع لتقييم كاف قبل التسويق". الفيتامين (أ) يرتبط بزيادة الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين، كما أن نسبة الزنك الزائدة تؤدي إلى انخفاض في وظيفة المناعة. ويرتبط الإفراط في تناول الماغنيزيوم باضطرابات العضلات والأعصاب لدى الأشخاص الأكبر سنًا، كما تم ربط النياسين الزائد بتلف الخلايا. الأمر الأكثر تعقيدًا هو أن المعادن المختلفة تتنافس على الامتصاص، فاستهلاك كميات كبيرة من الكالسيوم يعني أن الجسم لن يكون قادرًا على امتصاص الحديد. أما استهلاك كميات كبيرة من الحديد فيعني أن الجسد لن يكون قادرًا على استيعاب الزنك، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفيتامين (سي) والنحاس.
المطلوب! بناء على ذلك، ما هي الكميات التي ينصح بها في المكملات الغذائية؟ المعهد الوطني للصحة والتفوق السريري (نيس) يوصي بمكملات معينة لبعض الفئات من الناس الذين هم عرضة لخطر النقص، بما في ذلك حمض الفوليك لجميع النساء اللواتي يرغبن في الإنجاب، والنساء الحوامل حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وفيتامين (د) لجميع النساء الحوامل والمرضعات، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر إلى خمس سنوات، والناس الذين تتراوح أعمارهم بين 65 وأكثر وأيضًا للأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس. وأخيرا فيتامينات (د) و (أ) و (سي) لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر إلى أربع سنوات.