يصبح اللحم خلال الاحتفال بعيد الأضحى سيد الأطباق وبأشكال وأصناف متعددة من المشوي إلى المحمر إلى المقلي، لكن هذه الاحتفالية عليها ألا تنسي الناس الأصحاء تحقيق التوازن حفاظا على صحتهم والمرضى المصابين بأمراض مزمنة من التعامل معه بنوع من الحيطة والحذر يوضحها الدكتور هشام ساطع، أخصائي. أكد د. هشام ساطع أن اللحوم الحمراء تحتوى على كمية كبيرة من الحديد والكالسيوم والفوسفور وفيتامينات أ و باء ولكن أيضا تحتوي على كمية كبيرة من الدهون، لذلك وجب التعامل مع هذه اللحوم بحذر خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كمرض النقرس، ومرضى القلب والشرايين ومرضى التهاب الكبد والذين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وأيضا مرضى السكري، والأمر نفسه حتى بالنسبة للأشخاص الأصحاء الذين عليهم أخذ الاحتياط اللازم أيام العيد لأن الوقاية خير من العلاج. مرضى النقرس النقرس، كما يشرحه د.ساطع، هو التهاب يحدث في جسم الإنسان بسبب تجمع وتركز حامض البوليك (يوريك) في المفاصل. وتأتي الإصابة بهذا المرض بسبب الإفراط الكبير في تناول اللحوم الحمراء وبعض البقوليات، وقد تؤدي أيضا إلى تكون حصى في الكلى. يقول المصدر نفسه:»مرضى النقرس ممنوع عليهم بصفة تامة الاقتراب من اللحوم الحمراء، لكن بعض الأطباء وحفاظا على الجانب النفسي للمرضى خلال عيد الأضحى قد ينصحون مرضى النقرس بزيادة كميات الجرعات الأدوية والسماح لهم بتناول اللحوم الحمراء على ألا تتجاوز 100 إلى 200 غرام خلال أسبوع العيد، لأن الكمية الموصى بها لأشخاص الأصحاء تتراوح ما بين 500 إلى 750 غرام في الأسبوع». مرضى القلب والشرايين على من يعاني من تصلب القلب والشرايين بالامتناع بشكل كلي عن تناول لحم العيد لاحتوائه على نسب عالية من الكولسترول التي تؤدي إلى تصلب الشرايين وإلى مشاكل في الكلى والرئة وأيضا الامتناع عن تناول الكبد لاحتوائها على نسب عالية من الكولسترول، إضافة إلى باقي السقوط، أي أحشاء الخروف أو ما يعرف بالدارجة المغربية (الدوارة)، لكن بالمقابل لمن يعاني من أمراض قلب غير حادة يمكنه أن يتناول القليل من لحم الغنم بعد إزالة الدهون منه ويفضل شي اللحم لإذابة الدهون عن تناوله مسلوقا أو محمرا. مرضى الكلى والكبد وارتفاع الدهون بالنسبة لمرضى الكبد والكلى يوصي المصدر نفسه على ضرورة تقليلهم من كميات البروتين التي يتناولها والموجودة في اللحوم الحمراء وينصحهم بتناول وجبة واحدة من لحوم الأضحية الحمراء الخالية من الدهون وأن تكون مطهوة جيدا سواء مسلوقة أو مشوية، أما الذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون في الدم، فيفضل تناول قطعة صغيرة من لحم الرقبة أو فخذ الخروف أيام العيد لقلة الدهون بها. نصائح صحية يقدم الدكتور هشام ساطع مجموعة من النصائح الهامة منها: كثرة استهلاك اللحوم تؤدي إلى التسبب في زيادة مادة الأمونيا التي تتحول إلى بولينا مما يتعب الكبد والكلى ويسبب النقرس وقد يؤدي إلى بعض السرطانات كسرطان القولون. ممارسة الرياضة أربع مرات في الأسبوع عوض مرتين خلال أيام العيد للتخلص من الدهون الزائدة التي تسببها استهلاك اللحوم الحمراء اللحوم الحمراء تحتوي على بروتينات وعلى كميات كبيرة من الحديد لكن تناولها باعتدال يؤدي إلى الاستفادة من هذه المكونات عوض تحولها إلى أمراض. ينصح بترك لحم الأضحية لمدة 12 ساعة حتى يتشكل الطعم الجيد للحم وذلك بتكوين حامض اللاكتيك فيكسر النسيج الضامر وتكتسب اللحوم طعما جيدا. وينصح أيضا بطبخها بطرق صحية. تناول خضر وفواكه بكثرة وخاصة تلك التي تحتوي كثيرا على فيتامين سي التي نجدها في خضر مثل الطماطم والفلفل الأخضر والبركولي و الكيوي والبرتقال. يمنع منعا باتا شرب الشاي مع أو مباشرة مع اللحوم لأن مكوناته تمنع من امتصاص الحديد المتواجد في اللحم ويفضل شرب الشاي ساعتين قبل أو بعد طبق يحتوي على اللحم. من المستحسن التناوب في أكل اللحوم الحمراء مع الأسماك خلال أسبوع العيد نظرا لاحتواء هذه الأخيرة على الأوميغا 6 التي تقلل من نسبة الشحوم الضارة. الالتزام بالتعاليم الشرعية بخصوص ذبيحة العيد أي التصدق بالثلث لأنها الطريقة الأمثل لتفادي الإفراط في تناول اللحوم الحمراء .