حذر اطباء ومختصون من “عدم الإفراط في تناول اللحوم خلال أيام عيد الأضحى المبارك، خاصة مع حرص أغلبية المسلمين على ذبح الأضاحي"، مشيرين إلى أنه “رغم أن اللحوم مفيدة لصحة الإنسان وتحتوي على مجموعة فيتامينات مختلفة إلا أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى زيادة مادة الأمونيا التي تتحول إلى بولينا ومن ثم تسبب مضاعفات خطيرة، وتجلب مشاكل صحية متعددة أثناء العيد تفسد الاستمتاع بأيامه المباركة". وأوضح الأطباء أن “اللحوم بصفة عامة مهمة لصحة الإنسان، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من مجموعة فيتامينات مختلفة، كما إن لحم الضأن يحتوي على 54% مواد بروتينية، ونسبة من المواد الدهنية تتراوح بين 17-26%، إضافة إلى أن كل 100 غرام منه تعطي الجسم طاقة حرارية تقدر ب123 سعراً حراريّاً، بينما تعطي الماشية كبيرة السن 103 سعراً حراريّاً، وتتراوح مدة الهضم بين 3-4 ساعات بحسب طريقة الطهي ونوع اللحم". مواصفات الأضحية الصحية وبشأن أهم طرق الكشف عن صلاحية الأضحية، أكد الخبراء أن “أضحية العيد يجب أن تكون خالية من العيوب، كما يجب الحذر من تعمد بعض التجار إضافة كميات كبيرة من الملح إلى العليقة المقدمة للحيوان، مما يجعله يشرب كميات كبيرة من الماء، تؤدي إلى زيادة وزن مفتعلة، ويجب التأكد من عدم وجود إسهال أو أية إفرازات سائلة من أنف الأضحية، وألا يكون جسم الحيوان مترهلاً وبطنه ليست كبيرة وغير ساقطة لأسفل". ولأن شواء اللحوم عادة مفضلة لدى الكثيرين في العيد، إلا أن نتائج دراسات عديدة “حذرت منها بسبب تكون مركبات ضارة بالصحة أثناء الشواء، وقد توصلت أحدث الدراسات بالمعهد الأمريكي لبحوث الأورام إلى إمكانية خفض تركيز هذه المواد الضارة الحلقية في اللحوم المشوية حتى تصبح صحية، وذلك يتحقق من خلال عدة خطوات منها، تصغير حجم قطع اللحوم المشوية لتقليل مدة تعرضها للحرارة مع إزالة دهونها الظاهرة لمنع تساقطها على الفحم، وتكوين المواد الضارة منها، وينصح بتتبيلها بخلطات محتوية على الخل والليمون قبل الشواء، لخفض تكوين الأمينات الحلقية الضارة في اللحوم المشوية بنسبة 90%". وأشار الأطباء إلى أن “هناك عدداً من الإرشادات لابد من اتباعها عند شواء اللحم تتمثل في عدم البدء في الشواء إلا بعد أن يصبح الفحم أقل اشتعالاً لتقليل تأثير شدة حرارته على اللحوم مع وضع اللحوم على مستوى مرتفع من الفحم قدر الإمكان وتقليبها مرة كل دقيقة لتقليل تعرضها للحرارة الشديدة، كذلك شواء الكثير من الخضروات مثل البطاطس والجزر والبصل والطماطم والفلفل الأخضر والكوسة مع اللحوم لأنها لا تتكون بها المركبات الحلقية الضارة". ونوه الأطباء بضرورة “تناول حساء اللحم المسلوق لاحتوائه علي نسبة ضئيلة من الدهن، وقليل من المعادن، حيث يساعد على تنبيه المعدة، ويساعد على إفراز العصارات الهضمية، لأن محتوى اللحوم من البروتين يبلغ بين 16-20%". ورأى الأطباء أنه “يجب تجنب أكل اللحم مرتين في اليوم، لأن ذلك يورث الترهل وأكله ليلاً يسبب التخمة، كما يجب تجنب تناول اللحم ذي اللون الأحمر الباهت، الذي يدل على مرض الذبيحة، وكذلك المائل للزرقة، مما يدل على أنه لحم حيوان ميت وليس مذبوحاً". ولفت الأطباء إلى “ضرورة تناول اللحوم بطريقة طهي سهلة الهضم مثل اللحوم المسلوقة، ويتناولها من لا يعانون من أمراض مرتبطة بالتغذية كالسمنة أو ارتفاع السكري أو الضغط أو مرض الكبد الدهني أو النقرس، ويجب عدم تناول اللحوم محمرة، حيث إن الجمع بين البروتينات والدهون في وجبة واحدة يطيل فترة هضم الغذاء في المعدة وفترة الامتصاص". أما عن كيفية التعامل مع لحم الضأن في العيد، فيشير الأطباء إلى أن هذا النوع من اللحوم يحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة الضارة بالصحة، حيث تؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي والسمنة وارتفاع الكوليسترول بالدم وتصلب وضيق الشرايين وما يتبعها من ارتفاع الضغط وأمراض القلب والذبحة الصدرية. وشدد الأطباء على ضرورة تناول اللحم بدون دهون لأنه يحتوي علي كميات من الدهون المشبعة غير المرئية، لذا لا يجب الإسراف في تناوله، ويفضل لحم الرقبة أو الفخذ لقلة الدهون بها بشرط تناولها مسلوقة أو مشوية مع الحرص على عدم حرق اللحم خوفاً من الأجزاء السوداء الضارة لأنها مسرطنة". وتابعوا أن “الزيادة في تناول اللحوم تؤدي إلى زيادة مادة الأمونيا التي تتحول إلى بولينا ترهق الكبد والكلى خاصة لدى المصابين بقصور في وظيفة الكلى أو الكبد، وتؤدي الدهون الموجودة بلحم الضأن إلى زيادة إفراز الحمض المعدي وتؤثر على العصارة المعوية، مما يؤدي في بعض الحالات إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الارتجاع والقيء وعسر الهضم". إرشادات غذائية مهمة وذكر الأطباء أن “هناك عدداً من الإرشادات الغذائية لابد من اتباعها خاصة خلال فترة العيد تتمثل في أنه يحذر خلط اللحوم والنشويات في نفس الوجبة، فهضم اللحوم يتطلب أن يكون وسط المعدة حامضياً، بينما يتطلب هضم النشويات وسطاً قلوياً، كما يحذر تناول اللحوم والأطعمة الحامضية في نفس الوجبة، لأن ذلك يثبط إفراز العصارات الحامضية الضرورية لهضم اللحوم، كذلك يجب تناول نوع واحد فقط من البروتينات في الوجبة الواحدة، ويجب تناول اللحوم مع الدهون لأن هضم الدهون يستغرق ساعات طويلة". وأضافوا “كما يحذر تناول الفواكه مع اللحوم لأن هضم الفواكه لا يتم في المعدة فإذا تناولها الإنسان مع اللحوم احتجزت في المعدة مع الأطعمة التي تحتاج إلى الهضم في المعدة، وتجنب أيضاً تناول الحلويات بعد تناول اللحوم، لأن تناولها يشكّل عبئاً على المعدة ويمنع استفادة الجسم من البروتينات في اللحوم". وعن أثر تناول اللحوم على مرضى الكبد والجهاز الهضمي أوضح الخبراء أنه بالنسبة لمرضى تليف الكبد فينصح بتناول وجبة واحدة من لحوم الأضحية الحمراء الخالية من الدهون على أن تكون مطهوة جيداً سواء مسلوقة أو مشوية، أما مرضى غيبوبة الكبد فينصح بعدم تناول اللحوم وأن تستبدل بها اللحوم البيضاء، وكذلك مرضى ضغط الدم ومرضى النقرس، وذلك حتى لا تؤدي اللحوم إلى ارتفاع الضغط. منقول للفائدة