تعتبر المناسبات السعيدة كعيد الأضحى سببا لزيادة كرم الضيافة وإقامة المآدب، وعليه نجد أنفسنا لا نقاوم الإفراط في تناول المأكولات، خاصة اللحوم والحلويات، ويوصي الأطباء عادة بالاعتدال في الأكل من دون إقلال أو إفراط حتى لا يعكر الإسهال والمغص فرحة العيد. فلا يجب الاستسلام لطلب الجميع بتذوق ما يقدمونه لك من أطباق ووجبات، فمن الممكن التعذر دائما بالشعور بالامتلاء والتعب من الأكل. ومن الضروري التحكم في كمية ما تتناولونه من مقبلات أو ما بين الوجبات من أطباق الحلوى والمكسرات بالإضافة إلى الوجبات الأساسية المكونة عادة من اللحوم، حتى لا ينتهي بكم المطاف إلى قضاء اليوم في التألم من المغص والتردد على دورة المياه ومن ثم البحث عن الدواء والطبيب، ومن بين أهم النصائح التي يقدمها الأطباء في مثل هذه الأيام ما يلي: 1. التقليل قدر الإمكان من تناول اللحوم الحمراء والكبد، ويفضل أن تطهى بالشواء أو السلق، وتفادي القلي لأنه يزيد من محتواها الدهني. 2. تجنب الإكثار من تناول المشروبات الغازية التي تزيد من درجة حموضة المعدة، وتعمل على إتخام المعدة، ويفضل الامتناع عنها إذا أمكن الأمر. 3. عدم بدء الوجبات بتناول حلوى العيد لما لذلك من أثر مربك للمعدة وفاتح للشهية وزائد للوزن. 4. الإكثار من تناول السلطات والتقليل من كمية السعرات الحرارية اليومية من خلال تناول وجبة خفيفة للإفطار والعشاء. 5. تفادي الإفراط في تناول الطعام في وجبة العشاء، مع الحفاظ على عدم الاستلقاء والنوم بعدها مباشرة. 6. يجب على مرضى السكري والكلى والقلب وضغط الدم الابتعاد عن الأطعمة المملحة. 7. ينصح كبار السن بالإقلال من تناول اللحوم الحمراء والمأكولات الدهنية والمالحة والسكرية. 8. يجب تفادي استخدام السمن الطبيعي فهو من الدهون المضرة التي تسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم. 9. تذكر بأن المعدة لها قدرة ومتسع محدد من كمية الطعام، لذا يجب عدم الإفراط في كمية الوجبة الغذائية، حتى لا تصاب باضطراب في الهضم و آلام القولون. 10. ضرورة الإكثار من شرب السوائل، خاصة الماء، والتقليل من تناول الشاي والقهوة لما لذلك من أثر مدر للبول، ورافع للضغط ومانع للاستفادة من امتصاص الحديد من الغذاء. 11. الإكثار من إضافة الخضراوات عموما للوجبات مثل السبانخ وورق العنب والباذنجان والقرع والجزر والخس والخيار. 12. الحرص على تحضير طبق كبير من السلطة، يضم أنواعا من الخضراوات الغنية بالأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف، وخاصة الداكنة اللون مثل البقدونس والخيار والفلفل والطماطم وغيرها. كيف تتصرف مع الأضحية يوم العيد: 1. عدم إجهاد الأضحية قبل الذبح ويأتي الإجهاد من خلال لعب الأطفال مع الأضحية وقتا طويلا وإجبارها على الجري. 2. الراحة إجبارية قبل الذبح وينصح بوضع الأضحية تحت الصوم يوما قبل الذبح (يكون الصوم عن الطعام فقط مع تقديم كميه وفيرة من الماء لضمان نظافة الأمعاء). 3. عدم مسك الأضحية وجذبها من الصوف فذلك يفسد لحم مكان المسك. 4. اختر سكينا حادا من أجل إراحة الأضحية، وأثناء عملية السلخ استعمل آلة النفخ فإن لم تكن لديك فاحرص على عدم إرجاع الهواء المنفوخ إلى فمك. 5. أخرج الأحشاء بسرعة، واحذر من تأجيل هذه العملية فهناك من يتعجل الذبح وينتظر حتى يأتي جاره أو أحد أقربائه لكي يتم العملية، وهذا خطأ، فالأحشاء تفسد ببقائها داخل الجسم وإن تعدى بقاؤها ست ساعات فسدت كل الأضحية. 6. أثناء السلخ احرص على عدم إصابة المرارة والمثانة البولية، لأن محتواهما يفسد اللحم عند لمسه. 7. يجب غسل الأضحية جيدا بالماء البارد النظيف وتكرار العملية من الداخل والخارج. 8. عدم تقطيع الأضحية في اليوم الأول دون أن تجف، بل من الأحسن تركها إلى اليوم الثاني حتى نتأكد من خلوها من أمراض كثيرة. 9. انتبه، فجسم الأضحية الشديد الخضرة يدل على إصابة الأضحية قبل الذبح بإصابات طفيلية ولم تعالج واللحم غير صالح للاستهلاك. 10. للحصول على لحم أطيب وأكثر طراوة يفضل حفظ اللحم في درجه حرارة الثلاجة وطهيه في اليوم التالي. 11. يفضل تقطيع اللحم إلى قطع صغيرة وتوزيعه على أكياس بقدر الحاجة في الطبخة الواحدة قبل تجميدها، وذلك للتأكد من سرعه إتمام عمليه التجميد، وعدم تكديس كميات كبيرة من اللحوم داخل المبرد بل يجب ترك فراغات بينها للسماح لتيار الهواء البارد بالمرور من خلالها وبالتالي الحصول على أفضل نتائج للتجميد. 12. يجب الحرص عند التعامل مع اللحوم النيئة، وغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون وكذلك تنظيف مكان وأدوات الذبح جيدا بماء ساخن وصابون، والأفضل استخدام الكلور المخفف بالماء بعد الغسيل لتطهير المكان والأدوات. عن أهم طرق الكشف عن صلاحية الأضحية، يؤكد الخبراء أن أضحية العيد يجب أن تكون خالية من العيوب، ويحذرون من تعمد بعض التجار إضافة كميات كبيرة من الملح إلى العلف المقدم للحيوان مما يجعله يشرب كميات كبيرة من الماء تؤدي إلى زيادة وزن مفتعلة، ويجب التأكد من عدم وجود إسهال أو أي إفرازات سائلة من أنف الأضحية، وألا يكون جسم الحيوان مترهلا وبطنه ليست كبيرة وغير ساقطة إلى الأسفل، ويراعى عند ذبح الحيوان عدم فصل الرأس عن الجسم لأن ذلك يسبب فصل النخاع عن المخ، ومن ثم يقل حدوث التقلصات أو التشنجات التي تحدث للحيوان بعد الذبح مما يقلل من تدفق دم الذبيحة ويتجمع الدم داخل اللحم وهذا يجعله سريع الفساد ويصبح مصدرا للتلوث. ولأن شي اللحوم عادة مفضلة لدى الكثيرين في العيد، يجب لفت الانتباه إلى نتائج دراسات عديدة حذرت منها بسبب تكون مركبات ضارة بالصحة أثناء الشواء وهي الأمينات مختلفة الحلقة «أمينات حلقية» وهيدروكربونات مختلفة الحلقة «هيدروكربونات حلقية» والتي تحدث لها تحولات بالجسم قد ترتبط بمخاطر الأورام، وهذه المركبات تتكون في اللحوم المشوية نتيجة لتعرض بروتيناتها للحرارة العالية ولتساقط دهونها على الفحم المشتعل فيحدث لها انحلال حراري تنتج عنه الهيدروكربونات الحلقية في دخان الشواء ومنه تترسب على سطح اللحوم المشوية، وقد توصلت أحدث الدراسات بالمعهد الأمريكي لبحوث الأورام إلى إمكانية خفض تركيز هذه المواد الضارة الحلقية في اللحوم المشوية حتى تصبح صحية، وذلك يتحقق من خلال عدة خطوات منها، تصغير حجم قطع اللحوم المشوية لتقليل مدة تعرضها للحرارة مع إزالة دهونها الظاهرة لمنع تساقطها على الفحم وتكوين المواد الضارة منها، وينصح بتتبيلها بخلطات محتوية على الخل والليمون قبل شوائها، لخفض تكوين الأمينات الحلقية الضارة في اللحوم المشوية بنسبة90%. عدم البدء في الشي إلا بعد أن يصبح الفحم أقل اشتعالا لتقليل تأثير شدة حرارته على اللحوم، مع وضع اللحوم على مستوى مرتفع من الفحم قدر الإمكان وتقليبها مرة كل دقيقة لتقليل تعرضها للحرارة الشديدة. شي الكثير من الخضروات مثل البطاطس والجزر والبصل والطماطم والفلفل الأخضر والكوسة مع اللحوم لأنها لا تتكون بها المركبات الحلقية الضارة، كما أنها تحتوي على مواد الفايتو المحفزة لإنزيمات الجسم لتحول هذه المركبات في اللحوم المتناولة إلى صورة غير نشطة يسهل طردها من الجسم. استخدام أي وسيلة مناسبة لتجميع الدهون المتساقطة من اللحوم أثناء الشي لتفادي سقوطها على الفحم مباشرة مما يمنع انحلالها وتكوين المواد الحلقية منها والتي تترسب على اللحوم بتأثير دخان الشي، ولنفس السبب يرش رذاذ من الماء لإطفاء أي فحم مشتعل بدهون اللحوم. ويقول الخبراء إن أفضل اللحم ما كان حول العظم، ويوصى بتناول حساء اللحوم في بداية تناول الطعام لاحتوائه على نسبة ضئيلة من الدهون وقليل من المعادن ويساعد على تنبيه المعدة ويساعد على إفراز العصارات الهضمية. ومحتوى اللحوم من البروتين يبلغ16 20 % ويعتبر هذا البروتين ذا قيمة غذائية عالية ولازما لبناء خلايا الجسم وسوائله الحيوية كبلازما الدم وسائل النخاع ومواد الهضم والأنزيمات والهرمونات، كما يحتوي بروتين اللحم علي الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، وتمثل الدهون حوالي10 20 % من محتوى اللحم وكل غرام من البروتين أو الكربوهيدرات يعطي4 سعرات حرارية، ويجب اجتناب أكل اللحم مرتين في اليوم لأن ذلك يورث الترهل, وأكله ليلا يسبب التخمة، كما يجب تجنب اللحم ذي اللون الأحمر الباهت الذي يدل على مرض الذبيحة وكذلك المائل للزرقة، الذي يدل على أنه لحم حيوان ميت وليس مذبوحا. وينصح أطباء التغذية بتناول اللحوم بطريقة طهي سهلة الهضم مثل اللحوم المسلوقة، ويتناولها من لا يعانون من أمراض مرتبطة بالتغذية كالسمنة أو ارتفاع السكر أو الضغط أو مرض الكبد الدهني أو النقرس، ويجب عدم تناول اللحوم محمرة، لأن الجمع بين البروتينات والدهون في وجبة واحدة يطيل فترة هضم الغذاء في المعدة وفترة الامتصاص، وينصح بتناول طبق السلطة والخضراوات مع اللحوم لكي نمد الجسم بالأنزيمات الهاضمة التي تساعد على الهضم بالإضافة إلى إمداد الجسم بالألياف الغذائية التي تلعب دورا كبيرا في امتصاص الزائد من الدهون، مثال ذلك تناول البقدونس مع اللحوم المشوية، والزبادي (اليوغورت) لأنه يساعد على الهضم أيضا ويحتوي على خمائر تزيد من سرعة وسهولة الهضم. أما عن كيفية التعامل مع لحم الضأن في العيد، يوضح أخصائيو التغذية أن هذا النوع من اللحوم يحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة الضارة بالصحة، التي تؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي والسمنة وارتفاع الكولسترول بالدم وتصلب وضيق الشرايين وما يتبعها من ارتفاع الضغط وأمراض القلب والذبحة الصدرية، وينبه الأخصائيون إلى أنه حتى عند تناول اللحم بدون دهون فإنه يحتوي على كميات من الدهون المشبعة غير المرئية، لذا لا يجب الإسراف في تناوله، ويفضل لحم الرقبة أو الفخذ لقلة الدهون بها بشرط تناولها مسلوقة أو مشوية مع الحرص على عدم حرق اللحم خوفا من الأجزاء السوداء الضارة لأنها مسرطنة. ويسبب الإفراط في تناول اللحوم في زيادة مادة الأمونيا التي تتحول إلى بولينا ترهق الكبد والكلى خاصة لدى المصابين بقصور في وظيفة الكلى أو الكبد، وتؤدي الدهون الموجودة بلحم الضأن إلي زيادة إفراز الحمض المعدي وتؤثر على العصارة المعوية مما يؤدي في بعض الحالات إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الارتجاج والقيء وعسر الهضم.