شهدت شوارع الرباط اليوم الخميس 12 ماي 2011 ، في إطار استمرارية المسيرة الاحتجاجية للمجازين المعطلين، وهذه المرة تم التنسيق بين الإتحاد الوطني لتنسيقيات المجازين المعطلين، وتنسيقية التضامن الوطنية للمجازين المعطلين بالمغرب، عرفت مشاركة مكثفة لأغلب المجازين المنضوين تحت لواء الإطارين، حيث كان العدد قويا وحاشدا قارب الألف مشارك أو تعداه. فالمسيرة خرجت عن المعتاد، في شكل نضالي جديد خالف أبجديات النضال وعاداته وتقاليده المتمثلة في رفع الشعارات، إذ كانت مسيرة صامتة خرج فيها المجازون المعطلون المنضوون تحت لواء الإتحاد الوطني لتنسيقيات المجازين المعطلين وتنسيقية التضامن الوطنية للمجازين المعطلين بالمغرب، بأفواه عليها كمامات عليها علامة المنع ومكبرات صوت مكممة هي الأخرى، تنديدا بقمع المجازين المعطلين وبصمت الحكومة، فها نحن كمجازين ندخل الشهر الثالث من الاحتجاجات في ظل صمت رهيب مطبق على حكومتنا العاجزة تمام العجز، حكومة عجزت حتى في فتح قنوات الحوار الجاد والمسؤول ولازمت الصمت، صمت آذانها بإحكام، وولتنا ظهرها وكأننا ليس لنا من هذا الوطن إلا الإنتماء، وأي انتماء!!!!! انتماء صوري مبني على التمييز والتهميش والإقصاء و ( الحكرة). وقد تمت الانطلاقة من ساحة البريد صوب ولاية الرباطسلا زور زعير، مرورا بوزارة (السخافة)، كانت اللوحة جد معبرة عندما توقف المجازون المكممون أمام الوزارة رافعين أياديهم بالصفر، يا ليت هناك أقل من الصفر لرفعناه في وجه الوزارة، التي لا تمت إلى الثقافة بشيء إلا الإسم، لتنطلق الصفارات بعد ذلك حيث امتزج الصفر والصفير في لوحة فنية معبرة، معلنة افتتاح مهرجان موازين المجازين، والذي نعد جماهير الرباط بأنه سينافس بقوة مهرجان اللاموازين، لعل وعسى ينوبنا حظ أو نصيب من كعكة الدولة الراعية للمهرجان، المهرجان الذي يصرف عليه من المال العام، ما يكفي لتوظيف الآلاف من المجازين المعطلين. بعد ذلك أكمل المجازون مسيرتهم نحو الولاية، ولاية الرباطسلا زمور زعير، حيث وجدنا مجموعة ما فوق الأربيعن للمجازين المعطلين مرابطين هناك وهم حفاة، ليجتمع الحفاة مع مكممي الأفواه في منظر بديع، وقد أغنت الكمامات عن كل شعار فهي في حد ذاتها أقوى شعار، عبر بصدق عن معاناة آلاف المجازين المعطلين يقابلها تعنت المسؤولين، كما أبى الصفر إلا أن يحيي الولاية كما حيا قبلها وزارة السخافة، وكان للولاية ومسؤوليها نصيبهم من الصفر والصفير في إطار فعاليات مهرجان موازين المجازين. ليأتي بعد ذلك الدور على قنوات دار البريهي وعلى رأسها المرحومة القناة الأولى التي لم تنجو من الصفر والصفير، حيث ألقى المجازون المعطلون تحية الصفر والصفير على الإذاعة والتلفزة المغربية المغيبة عن الساحة وما يقع فيها، وسجلنا بالصفر والصفير تنديدنا بالتعتيم الإعلامي الممارس في حقنا كمعطلين، ألسنا ممن يؤدي ضريبة النهوض بالفضاء السمعي البصري الوطني مع كل فاتورة كهرباء، فلما لا ينهض الإعلام الناهب لأموالنا لنصرتنا، لما يقابل دعمنا له بتجاهله لنا في نضالاتنا، لما يقابل إحساننا بإقصائنا، إن كل حق يقابله واجب و قياسا على ذلك ، فإن التزامنا كمواطنين بدفع ضريبة النهوض بالفضاء السمعي البصري الوطني ، يحتم على الإعلام المغربي أن يهتم بانشغالاتنا، يحتم عليه أن يؤدي دوره، أو أن يجبر الأضرار التي حصلت لنا نتيجة حرماننا من الاستفادة والانتفاع من إعلام يُمَوَّلُ من أموالنا كشعب، فلترحل عن القناة إن لم تكن منبرا لنا، فلترحل عنا إن كنا نمولها بضرائبنا وتغثينا بتفاهاتها ومسلسلاتها و(شطيحيها ورديحيها وفكاهتها التافهة). ليكمل المجازون المكممون مسيرتهم نحو مقر ملحقة الوزارة الأولى، حيث افتُتِح الشكل النضالي أمامها بوقفة صامتة، تلتها فقرة فنية لموازين المجازين اختلط فيها الصفر بالصفير، صفر يساوي نتاج حكوم فاشلة بكل المقاييس، وصفير يندد بالصمت الرهيب الذي تنهجه هاته الحكومة تجاه مطالب المجازين المعطلين،وقد أثمر الصفر والصفير عن لقاء، جمع بين السيد مستشار الوزير الأول عبد السلام بكاري وكل من الكاتب العام للإتحاد الوطني لتنسيقيات المجازين المعطلين، والكاتبة العامة لتنسيقية التضامن الوطنية للمجازين بالمغرب، حيث طالبا الأخيرين المستشار بالإسارع بفتح حوار جاد من طرف المسؤولين مع المجازين المعطلين، مع تحملي الحكومة في شخص الوزير الأول عواقب الاستمرار في تجاهل مطالب المجازين المعطلين وإقبارها، بنهج سياسة الآذان الصماء والأعين العمياء. ليعود المجازون المعطلون إلى ساحة البريد مرورا بمقربة سور تواركة، حاملين شعارت تجسد معاناتهم مثل (سمع انت يا مجاز سمعي انت يا مجازة، أش عندها ما تنجز حكومة العجزة) و شعار ( سجل يا تاريخ معاناة المجازين، سجل يا تاريخ تعنت المسؤولين)، مرورا بالقناة الثانية التي نالت نصيبها من الصفر والصفير، وبعدها كان الدور على البرلمان بشعار وحيد وأوحد (أش كاي يسوا زيرو)، نفس الشعار رفع في وجه بنك المغرب ومسؤوليه، ليتحرك الجميع نحو ساحة البريد حيث ختم الشكل النضالي من حيث بدأ، وليضرب الجميع الموعد الأسبوع القادم لتستمر معركة النضال المشروع، ، فمهما طال صمت المسؤولين وتعنتهم، فإن مصرين على الصمود لن نتراجع حتى انتزاع حقنا.