وَا تَذَكَّرْ أَ بنكيران؛ فَمَنْ مِنَّا لا يَتَذكَّرْ؟! قد كان؛ لمّا صعدتم فوق المنابِرِ. حينها؛ أمسكتُم مُكَبِّرات الصوت، و خَطَبُتم فِي جُمُوعٍ مِنَ النَّاسِ .. حتى كَانَ؛ و أعلنْتُم تَسْيِيسَ الحديث، بِسْمِ رَبِّ جَميعِ النَّاسِ .. قد أَدْلَجُتُم آياتِ اللهِ، و جَهِلتُم على خَلْقِهِ سَبًّا و شَتْمًا، بَلْ كَفَّرتُم ثُلَّةً منَ النَّاسِ .. ذلك؛ لمّا أَصْدَرتُم فتاوى الأنفال الإنتخابية. وَ جَعلْتُم لغة الضاد مَارْكَة تشْريعية، مُسَجَّلَة بإسم جاهلية الحاكمية. كما حاصرتم تأويل القرآن، و عاد راحلة للغاية الدنيويٍّة. مثلما ضَيَّقْتُمُ الجَنَّة، كي لا تَسَعُ غَيْرَكُم منَ النَّاسِ .. وَا تَذَكَّرْ أَ بنكيران؛ فَمَنْ مِنَّا لا يَتَذكَّرْ؟! قد كان؛ وَ إِلْتَفّ حبل أَلاعِيبِكُم، حول رقبة حَرَكَة الخطيب. حتى؛ غَيَّرتم تَسْمِيَتَهَا إلى "طَرْوَادَة الإِخْوَنْجِيَّة". بعدما أفرغتم جَوْفَها، و جَعلتُموها مَحْشُوَةً بأيديولوجية مَشْرِقِيَّةٍ خالصة للمشيخة الحزبية. إينَعَمْ؛ قد رَفَضْتُم مُلاءَمة تَشْرِيعاتِهَا مع تعاليم الوَطَنِيَّة عند القِياسِ .. طبعا؛ قد مارستم السياسة، على شريعة الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ .. وَلكَمْ أرْغَيتُم فَلَكَم أَزْبَدْتُم؛ بَلْ دَغْدَغُتُمُ العَواطِفَ في صُدُورِ نَفَرٍ منَ النَّاسِ .. قد كان؛ و تمَنيْتُم الحصول على أصوات كلِّ الجِنَّةِ و مجمل مقاعد النَّاسِ .. لقد كان؛ حينما إقْتَحَمْتُم عَتَبَةَ المؤسسة التشريعية. فَتَرَأَّسْتُم الحكومة، و طاب عندكم مقام الإستوزار. ثُمَّ حَفَّ الإخوانُ اللِّحْيَةَ، فَنَزَعَتِ الأخواتُ ما سَمَّتْهُ حجابَ اللِّباسِ .. فَتَذَكَّرْ أَ بنكيران؛ إذْ مَنْ مِنَّا لا يَتَذكَّرْ؟! أَيْ لهكذا؛ قد مَرَّتِ سفاهتُكَ الحكومية الأولى. حين قُمتَ بتمرير القوانين، و منها غُبْنُ المقاصة. ثم جاء نَحْشُ الولاية الثانية، فَعَطَّلتُم إصلاح التعليم بادِّعَاءِ الدفاع عن اللغة و الدين. حتى جاءت حقيقة أكاذيبِكُم سَجْعًا، قد يُغْنِينِي عن الإطناب في الإقتباسِ .. قد كان؛ و أما اليوم، لَذي مجموعتكم النيابية، تلكم اللاعبة ضمن قسم هُواة الإخْوان بالمغرب الأقصى. قد لجأت إلى إصطناع واقعة برلمانية مائعة، لا يجوز وصفها عدا بالملاغة الحقيرة. فَيَالَهَوْلِ البَاسِ .. حيث أنها المجموعة الفارغة، قد تركت مهمة المعارضة الدستورية. و هبَّتْ مُفرَغة، خلف سراب الكذبة المصطنعة. زاعمة إتهام رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أو إظهارِه على هيأة : "الوحشُ المُتَنَمِّر" على أخت لهم، وفق ما جاء في بيان مكيدة التضليل الإخواني الماكر. فلَكأنكم يا بنكيران، من فرط الصدمات الإنتخابية، قد إجتمعتم على تزوير الحوادث البرلمانية. حتى تَنَاسَيْتُم أنها تلك الأيام، التي يُدَاولها البارئ العدل بين النَّاسِ .. وَا تَذَكَّرْ أَ بنكيران؛ فَمَنْ مِنَّا لا يَتَذكَّرْ؟! كأنها "جْقُلَّةْ" مُنْتَخَبِي العدالة و التنمية، اللاعبة ضمن قسم هواة الإخوان بالبرلمان المغربي. بما أنهُمُ المُمْتَنِعُون عن فضيلة النقد الذاتي، و أنهم رهطُ المارقين من إتفاقاتهم التي وقعوا عليها بالأمس القَرِيبِ. فَإنما هُمُ المستلبون المُنَاوِرُون بخطِّهم الأيديولوجي و الدعوي المستورد، كما أنها المتقلبون ضد مكتسبات الحقوق الثقافية التي جاء بها دستور 2011 . و ذي مقالتي تبيان لعقول العديد من الناس .. وَا تَذَكَّرْ أَ بنكيران؛ فَمَنْ مِنَّا لا يَتَذكَّرْ؟! لَكيف تناسَتْ مجموعتك النيابية، أنك زعيمها الرائد في سلاطة اللسان. فأنت الذي خاطبت المرأة البرلمانية بصفاقة اللغو : " دْيَالِي كْبَرْ مَنْ دْيَالَكْ". أما عني، فأني من فرط وضَاعَتِكُم، أنا أعوذ برب الناسِ .. بل؛ هَا هُمُ اليوم فِئْرَانُكَ، لَهُمْ مِنَ الذين يُسَجَّلون فِي مَرْمَاهُم. و عوض أن يستروا أختهم في الهواية الإخوانية، و التي كما شاهدناها خارجة/داخلة، "مضطرة" إلى الإنسحاب من الجلسة، دون الإستماع إلى ردود رئيس الحكومة. فكان و دعاها عزيز أخنوش إلى المكوث تحت القبة، حتى تعلم بما تَحْوِيهِ إجاباته الدستورية على أسئلة المؤسسة التشريعية. و في إطار السجال العادي جاءت نصيحة رئيس الحكومة، وفق ما يلي: "قولْهَا تبقى، شَتْهُم كي سَلْتُو واحدْ بْواحدْ"، "مرحبا بيكْ آ لالة؛ إيوا حَتى نتوما كا تْسُوْلو، خاصْكُوم تْسَمْعُو الجواب". عدا أن المجموعة النيابية الهاوية، قد خَانَتْها اللِيَاقَة الأخلاقية. حين زادت في زُور روايتها، و إنْفَضَحَت خُطَّة تلاعُباتِها السياسوية الميكيافيلية. بعد أن إتضح للعيان، شبهات الخطة الماكرة التي لَرُبما قد نهجتها المجموعة النيابية لفلول العدالة و التنمية. خصوصا؛ بعد خروجها ببيان ركيك، أرادت من خلاله النفخ في الواقعة، و الركوب الأرعن على أحداثها. هذا البيان الخليع، عند ذوي القلوب الحقودة المحسادة. الذي إن أوحى بشيءٍ، فإنما يوحي بأن المجموعة النيابية الهاوية، لربما تعمَّدت إحداث تلك الجلبة المفضوحة، لحظة رد رئيس الحكومة على أسئلة البرلمانيات و البرلمانيين. ذلك كَتَكْتٍيكْ؛ نزرا لما يحدثُه الهرج و كذا المرج، من تأثير سلبي على نفسية كل متحدث. و على ما يبدو؛ فقد حاولت المجموعة النيابية إستفزاز عزيز أخنوش، قصد جرِّه إلى مواجهة مصطنعة مع "المرأة". غير أن رئيس الحكومة، قد فاجأهم بسلوكه الهادئ، و نصيحته البليغة، بعدما طالبهم -فقط- بالمكوث أمامه حتى يتسنى للمعارضة إستيعاب و فهم مرافعات عزيز أخنوش، دون اللجوء إلى مكائد "طَرْوَادَة الإِخْوَنْجِيَّة"، و أساليب القوادة السياسوية ذات السَّبب الحساسِ .. ثُمَّ تَذَكَّرْ أَ بنكيران؛ فَمَنْ مِنَّا لا يَتَذكَّرْ؟! نعم .. هكذا قد هزمكم رئيس حزب الأحرار يا "جْقُلَّةْ" الإخوان المُفْلِسين. ذلك؛ بعد أن أهدرتم عشرية من الزمن التشريعي، في مزايدات فارغة أضاعت على الوطن الجريح فُرصًا كثيرة لِتَغْيِيرِ الواقع التعليمي و الثقافي المُتَرَهِّل، بعيدًا عن حسابات الحزبية المُسْتلَبة، العابرة فوق مصالح الوطن المغربي. بما أنكم؛ أنتم الذين قد شكلتم سدّا مانعا من إنجاز التحول الديمقراطي الكبير، فَتُريدون الآن هدم أركان الأساسِ .. و يا ليت سجعي .. أوْ ويحَكِ يا فرنسا، قد فضَحْتِ النفاق : "بْلاَ كَثْرَة زْوَاقْ". تماما؛ فضَحْتِ مَلَاغَة الإخوانِ، دون فَضِّ اعتصام، و لا مطالبة بمراجعة الفصل 47، و لا تنظيم مسيرات نحو ميدان التحرير، و لا إهدار المليارات من دولارات. ذلك حينما؛ عَرَّيْتِ فضيحة تَسَكُّعِ ذاك اليتيم، رفقة مُدَلِّكَتِهِ الشابة بشوارع باريس. و ذلكَ حينَ؛ عَمَّرَ الوزير الآخر سهرةً، في ضيافة خَمْرِيَّة من تمويلِ غصن رونو-نيسان. و كذلك لمّا؛ رأيْنَاها بأُمِّ العينين، رفيقتهم تتمايل بِشَطحة الحرية التي رقصتها أمام المولان روج. لذا؛ أسأل الله الهداية لي و لها و لكم و لهُنّ، وَ لِكُلِّ من يشاء النَّاسِ .. ثم؛ ما عساني كاتبٌ عند ختم المقال، عدا الخزي و العار للإخوان المُفْلِسين، الذين مسخهم الواحد القهار. حتى صاروا يصطنعون الحوادث بكل صفاقة و حقارة و إنعدام حياء. نعم؛ ها همْ يُعَلِّقون عجزَهم و فشلَهم، و يبنون سراب معارضتهم الغوغائية على مكيدة التَّنمر على المرأة. بينما الحقيقة الساطعة، تميط اللثام على رفضهم التحلي بالمكارم الأخلاقية الجميلة، و عدم إلتزامهم بواجبات المعارضة البرلمانية الدستورية الحقة. فأعوذ بالله من مكر الماكرين، و من خبائث أخبثِ الناسِ ..