بعد أن اتهم المغرب ب"التطبيع" مع دولة إسرائيل، ونعته بحليف "الكيان الصهيوني"، حيث ظل يعزف على وتر هذا الملف بهدف دغدغة مشاعر شعب الجزائر، أملا في امتصاص غضبه المتواصل خوفا من عود الحراك مجددا إلى شوارع الجمهورية، يبدو أن ذاكرة الرئيس "عبد المجيد تبون" قد أصابها "التلف" حتى أنه لم يعد يميز بين مواقف وتصريحات، بعد أن سقط في فخ التناقض و "السكيزوفرينيا"، أياما قليلة بعد هجمته الأخيرة على المغرب. تبون، ودون أن ينتبه إلى تصريحاته السابقة، نشر اليوم عبر صفحة رئاسة الجمهورية على الفيسبوك، تفاصيل محادثة هاتفية، جمعته بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، وهو يعلم علم اليقين أن دولة "الإمارات" هي أكبر حليف وداعم ل"إسرائيل"، الأمر الذي جر عليه موجة سخرية عارمة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اقتنعوا على اختلاف جنسياتهم العربية، أن مشكلة جنرالات العسكر في الجزائر مع المغرب (غير ضد وصاف) وليس مع إسرائيل، على اعتبار أن المواقف لابد أن تبقى ثابتة ولا يمكن تغييرها مهما كانت الظروف، وهو ما يكشف حجم الحقد والكراهية التي يكنها كابرانات الجزائر للمغرب، لا لسبب غير أن المغرب ماض في طريق التنمية والازدهار، والجزائر تخشى على نفسها أن يصبح قوة إقليمية كبرى، لأجل ذلك تسعى بكل السبل المشروعة منها وغير المشروعة من أجل افتعال نزاعات وهمية أملا في الهروب إلى الأمام وتصدير أزماتها الداخلية إلى المغرب، حتى إذا سقطت ناقة في وهران تتهم المغرب بالوقوف ورائها، وهي حيل ومكائد باتت مفضوحة للعالم.