من جديد، جدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أمس الاثنين، وبشكل صريح ومكشوف وواضح هذه المرة، مواقفه العدائية تجاه المملكة المغربية، وقضية الصحراء المغربية، عندما استقبل رئيس جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، بمقر رئاسة الجمهورية. وفي وقت كان يفترض فيه من الرئيس تبون التفاعل مع مطالب الشعب الجزائري، حاول الرئيس تصدير أزمته الداخلية من خلال مهاجمة المغرب، واتهمه باستهداف بلاده من خلال نشر الشائعات حول صحته، متحدثا عن تعاون مغربي إسرائيلي لضرب استقرار بلاده. وأوضح في لقاء صحفي، بثه التلفزيون الجزائري مساء أمس الاثنين، أثناء رده على سؤال يتعلق بحالته الصحية "الحمد لله، مررت من مرحلة حرجة جدا…، هناك من كان ينشر الشائعات حول وضعي الصحي …، ولكن نحن نعلم من أين تأتي هذه الأمور، 97 في المائة من الخارج وأنتم تعلمون من، وخصوصا بعدما التقوا مع بعضهم البعض"، في إِشارة إلى المغرب وإسرائيل. وأضاف الرئيس تبون قائلا "نحن لنا وسائلنا كي نعرف مصدر هذه المواقع الإلكترونية…هذه المواقع مصدرها جيراننا، ويريدون نشر هذه الأخبار في فرنسا وإسبانيا، ونحن نتابع هذه الأمور". وواصل الرئيس الجزائري نفث سم الكراهية، وإعلان دعمه الصريح لجبهة البوليساريو، قائلا :"مواقفنا لن نغيرها، وهي معروفة، قضية الصحراء الغربية لن أتخلى عنها"، مشيرا الى أن "هذه الأمور تم الفصل فيها سنة 1989، حين التقى الحسن الثاني والملك فهد والشاذلي بن جديد، بطلب من الحسن الثاني على الحدود، وقال الحسن الثاني نحن قضية الصحراء نتركها في الأممالمتحدة، وعلاقتنا تعود كما كانت، وفتحت الحدود، ولكن عادت حليمة إلى عادتها القديمة". وبشكل يدعو الى الغثيان، أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن بلاده "قوة ضاربة في إفريقيا وجيشها قوي وسنحافظ على امتدادنا الاستراتيجي في افريقيا أو في غيرها"، مبرزا أن الجيش "لن يرسل إلى الخارج" و "سنساعد جيراننا على تجاوز المراحل الصعبة والأزمات التي تمر بها". وأوضح أن الجزائر "تعمل حاليا على استعادة قوتها ودورها الريادي على المستوى الإقليمي في ظل احترام سيادة الآخرين دون التخلي عن سيادتها ومواقفها"، مشيرا الى أن " بلاده "ليست محمية لأي دولة"، ملفتا الانتباه الى أن " هناك دولة في المنطقة "تطبق ما يملى عليها" في إِشارة ضمنية إلى المغرب. ويندرج تركيز النظام العسكري الجزائري على ملف الصحراء المغربية، في اطار سياسة الهاء الشعب الجزائري عن مشاكله الأساسية، ومحاولة امتصاص حماس الجزائريين، الذين أكدوا في الذكرى الثانية للحراك الشعبي، على أنهم عازمون على اسقاط الفساد والاستبداد. وكان لافتا خلال المظاهرات الاحتجاجية، التي شهدتها شوارع الجزائر، زوال الاثنين المنصرم، رفع المتظاهرين لشعار"دراهمنا فين مشات؟ في السوخوي والصفقات…والباقي سلحنا بيه البوليساريو بالدبابات…والنتيجة.. الجزاير تسعى اللقاحات". هذا الشعار النابع من قلب الجزائريين المتخمة بالجراح بسبب تدهور أوضاعهم الاجتماعية و المعيشية، يؤكد أن الشعب الجزائري استوعب أن النظام العسكري لبلاده يصرف ملايين الدولارات في دعمه لجبهة "البوليساريو" الانفصالية على حساب مصالح شعبها واقتصادها الوطني. وسبق لأسبوعية "جون أفريك" الفرنسية أن كشفت في وقت سابق، أن النظام العسكري الجزائري تعاقد مع جماعات الضغط في ماي 2020، بمبلغ يقارب 30 ألف يورو شهرياً، لكن عنصر مجموعة الضغط ديفيد كين لم يكن يعتقد بالتأكيد، تؤكد الأسبوعية الفرنسية، أن إدارة ترامب ستتخذ، بعد بضعة أشهر من ذلك، قرارا ليس في مصلحة زبونه، من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء".