يبدو أن جنرالات العسكر بالجزائر قد أدركوا أخيرا أن المغرب قد سحب البساط من تحت أقدامهم، وأن المناورات التي كانوا يعولون عليها للضغط على المغرب باستعمال ورقة النزاع المفتعل حول الصحراء، لم تعد تعطي أي نتيجة، خاصة بعد افتتاح أزيد من 20 قنصلية بالأقاليم الجنوبية للمغرب، والتدخل الحازم للمملكة لتأمين معبر الكركرات، وأخيرا الاعتراف الأمريكي التاريخي بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية. هذه المتغيرات المتسارعة دفعت النظام الجزائري إلى تغيير استراتيجيته، حيث دعا أمس السبت، وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقدوم، إلى "مفاوضات مباشرة وجدية" بين جبهة "البوليساريو" والمغرب حول الصحراء. واعتبر بوقدوم في تصريحات للصحافة على هامش منتدى نُظم السبت أن تعيين مبعوث أممي جديد "لا يكفي، ويجب أن يكون هناك مسار... وسنواصل القول بضرورة إجراء مفاوضات مباشرة وجدية بين طرفي النزاع". وكانت الجزائر وصنيعتها البوليساريو تعولان على بايدن لإلغاء مرسوم ترامب الذي يعترف فيه بسيادة المغرب على صحرائه، إلا أن القيادة الأمريكية الحالية اختارت دعم الشرعية، والإبقاء على القرار التاريخي.