عاد وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، إلى التطرق مجددا لقضية الصحراء المغربية، حيث طالب بمفاوضات "مباشرة وجدية"، وبتعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء. واعتبر الوزير الجزائري، في تصريح صحفي، السبت، أن "المبعوث الشخصي لا يكفي، ويجب أن يكون هناك مسار (…)، وسنواصل القول بضرورة اجراء مفاوضات مباشرة و جدية بين طرفي النزاع إلا وهما المغرب و جبهة البوليساريو"، حسب قوله.
وأضاف بوقادوم، الذي قام مؤخرا، بتحركات دبلوماسية عديدة في عدة دول لتبني وجهة نظر النظام الجزائري بشأن نزاع الصحراء، أننا "نطالب منذ سنتين تقريبا بتعيين مبعوث جديد للصحراء الغربية"، مؤكدا أن عشرة مرشحين مقترحين لتولي هذا المنصب الشاغر منذ 2019 قد "تم رفضهم جميع من قبل أحد طرفي النزاع"، حسب وصفه.
ومنذ بداية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء نهاية سبعينيات القرن الماضي، والجزائر تقول بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، و لا أطماع لها في الإقليم، و انها فقط تدعم الصحراويين في المطالبة بحقهم المزعوم، لكن بعد 13 نونبر 2020 حينما تدخل المغرب لطرد "البوليساريو"، من معبر الكركرات، تغيرت لغة الجزائر، وصار ساستها يقولون أنه لا حل لقضية الصحراء دون الجزائر، وأن القضية تمثل قضية سيادية للجزائر تتعلق بعمقها الأمني الاستراتيجي.
وسرعت الجزائر من تحركات دبلوماسياتها، في الآونة الأخيرة، بعد المتغيرات الجيواستراتيجية المتسارعة التي بات يعرفها نزاع الصحراء، وذلك بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، واتساع رقعة الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي المغربية، وكذا افتتاح العديد من الدول لقنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، فضلا عن التأييد الدولي الواسع الذي حظي به حسم المغرب لأزمة معبر "الكركرات" بين المغرب وموريتانيا.