مع وجود الكثير من اللقاحات المحتملة قيد الاختبار، قد يتساءل الكثيرون لماذا يقول الخبراء الطبيون أن الأمر سيستغرق ما بين 12 إلى 18 شهراً قبل أن يكون لقاح كورونا جاهزاً. وبحسب العلماء فإن تطوير لقاح لأي مرض مستجد قد يستغرق من 8 إلى 10 سنوات، فهل سيكون تطوير لقاح لفيروس كورونا أسرع؟ قال جيمس كوترل، مدير برنامج الزمالة للأمراض المعدية في مركز جامعة جنوب غرب تكساس الطبي في دالاس: "إن فترة 12 إلى 18 شهراً التي تم التكهن بها من قبل بعض الخبراء أمر واقعي، لكنها متفائلة أيضاً. هذه التكهنات تقوم على افتراض أن كل مرحلة من التجارب تسير وفقاً للخطة، مع إطار زمني متفائل في كل مرحلة من هذه المراحل" من جهته قال كلفن لي، أستاذ الهندسة الكيميائية والجزيئية الحيوية في جامعة ديلاوير ومدير المعهد الوطني للابتكار في تصنيع المستحضرات الصيدلانية الحيوية: "غالباً ما نفكر في اللقاحات كعلاجات للمرض، لكنها ليست كذلك بالضبط. يتم إعطاء اللقاحات للأشخاص الذين هم بخير لمنعهم من الإصابة بالمرض" وبحسب العلماء فإن هنالك عدة أنواع من اللقاحات، ويحتوي بعضها على جزء صغير ضعيف من الفيروس الحي، مما يؤدي إلى نشوء مناعة وقائية في الجسم دون أن يتسبب بالمرض. كما تحتوي بعض اللقاحات على فيروسات غير نشطة تخلق استجابة مماثلة في الهندسة الوراثية للجسم، في حين تعمل لقاحات أخرى على منع الفيروس من الارتباط بالخلايا والتسبب بالمرض. وبمجرد أن يقرر الباحثون نوع اللقاح الذي يعتقدون بأنه الأكثر فعالية، فإنهم سيخضعونه للاختبار. وبعد إجراء الاختبارات المعملية على اللقاح. في المرحلة الثانية تبدأ الاختبارات على الحيوانات للتأكد من أنه سيكون آمناً على البشر، حيث يُخضعون عدداً صغيراً من المتطوعين الأصحاء للقاح بحثاً عن آثار جانبية خطيرة. وفي المرحلة الثالثة يعمل العلماء على تحديد أفضل جرعة للقاح، وجدولة الجرعات إذا كان الأمر يتطلب جرعات متعددة. في المرحلة الرابعة، يبدأ العلماء بإجراء دراسات ميدانية أكبر عبر إجراء اختبارات على مجموعة سكانية ومراقبة تأثيرات اللقاح خلال فترة زمنية معينة. وفي مراحله النهائية يتطلب اللقاح الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء العالمية، قبل أن يتم إنتاجه وتوزيعه إلى مختلف البلدان وهذا الأمر يتطلب وقتاً طويلاً أيضاً، وفق ما نقلت صحيفة "هافنغتون بوست" أونلاين.