يبدو أن العلاقات المغربية الكوبية تسير منذ 2017 نحو الانفراج، وذلك منذ زيارة العاهل المغربي لهذا البلد اللاتيني والذي كان معروفا بانحيازه للطرح الانفصالي ودفاعه عن الجبهة وحليفتها الجزائر. أولى مظاهر الإنفراج سجلها المتتبعون خلال مداخلة الرئيس الكوبي، ميغيل دياث كانيل، خلال القمة الثامنة عشرة لحركة عدم الانحياز التي انعقدت في 24 أكتوبر الأخير في باكو عاصمة أذربيجان، وتجنب فيها المسؤول الكوبي ذكر قضية نزاع الصحراء، على غير عادة القيادات الكوبية خصوصا في موعد مهم كهذا. موقف فُسِّر بكون الدبلوماسية الكوبية أصبحت أقل إيديولوجية وأكثر إهتماما بتطوير علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع المغرب. مؤشر ثان هو انصراف كوبا لفتح سفارة لها بالرباط، وتعيين خافيير دوموكوسً رويث سفيرا بها، بعد أن اكتفت منذ إعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة في 2017، بتعيين سفيرها بباريس سفيرا غير مقيم بالمغرب، في حين عين العاهل المغربي بوغالب العطار سفيرا له في كوبا. وهو يساري اشتراكي يتحدث اللغة الاسبانية؛ ما اعتُبِر مؤشرا على إدراك المغرب لأهمية العامل الإيديولوجي في التعامل مع دول امريكا اللاتينية ذات التوجه الاشتراكي.