بعد سنتين على الزيارة السياحية الدبلوماسية التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى كوبا في أبريل 2017، معقل جبهة البوليساريو في أمريكا اللاتينية، والثانية من نوعها إلى هذه القارة، بعد الزيارة الأولى إلى البرازيل والشيلي والأرجنتين وجمهورية الدومينيكان والمكسيك سنة 2004، وبعد سنتين على تنحي عائلة آل كاسترو عن الحكم؛ عاد التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية بين البلدين بعد 40 عاما من القطيعة، إذ أرسلت القيادة الكوبية الجديدة بزعامة الرئيس ميغيل دياز كانيل بيرموديز، إشارات إيجابية جديدة تجاه المغرب، تتمثل في تعيين سفير لها في الرباط أسوة بالمغرب الذي كان عين قبل سنة بوغالب العطار سفيرا له في كوبا. لكن كل الأنظار منصبة الآن على كيف سيكون رد القصر على اسم السفير الكوبي الجديد. وبخصوص اسم السفير الجديد، كشفت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، نقلا عن مصادر دبلوماسية مغربية، أن الأمر يتعلق بخافيير دوموكوس رويث. وتابع المصدر ذاته أن السفير المقترح بدأ أجرأة أوراق الاعتماد للحصول على موافقة الدولة المغربية، كما يتم البحث عن مقر للسفارة وإقامة السفير. وفي حالة وافق القصر على اسم خافيير دوموكوس رويث، الذي يشغل منصب القنصل العام لكوبا بمدينة تورنتو الكندية، فإن كل الملفات التي كان يدبرها سفير كوبا في باريس، إليو إدواردو رودريغيز بيردومو، ممثل بلده بالمغرب عن بعد، ستنتقل إليه، وعلى رأسها ملف قضية الوحدة الترابية للمملكة، إذ لازالت كوبا تعترف وتدعم جبهة البوليساريو، رغم أنه لم تعد تهاجم المغرب كما السابق. تبادل السفراء بين الرباط وهافانا، رغم اعتراف هذه الأخيرة بالبوليساريو، يؤكد الاستراتيجية الهجومية الجديدة للدبلوماسية المغربية القائمة على الحفاظ على الود وتجنب المقعد الفارغ، كما هو الحال مع دولة المكسيك التي تتبادل السفراء مع المغرب في الوقت الذي تتبادلهما مع البوليساريو. الدبلوماسية الهجومية أعطت ثمارها في الأيام الأخيرة، إذ أقنعت دولة السلفادور بسحب اعترافها بالبوليساريو، كما أن هناك ترقبا لسحب محتمل لدولتي الإكوادور وبنما اعترافهما بالبوليساريو، وفق مصادر “أخبار اليوم”. وكانت أول إشارة إيجابية تجاه المغرب بعد تعيين بوغالب العطار سفيرا للمغرب بكوبا، هي زيارة إليو إدواردو رودريغيز بيردومو، في مايو الماضي، إلى الرباط، حيث عقد لقاءات مع مجموعة من المسؤولين الساميين المغاربة. استُقبل من طرف وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، حيث تم التباحث في الإمكانية القائمة لتطوير التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. كما كان عقد مباحثات مع الطالبي العالمي، وزير الشباب والرياضة، حيث تم التطرق إلى إمكانات إقامة التبادلات الرياضية والتعاون بين اتحادات البلدين في مجالات مثل الملاكمة، وألعاب القوى، إلى جانب مجالات أخرى. إلى جانب بودشيش بشرة، المديرة المكلفة بالشأن الأمريكي اللاتيني في وزارة الخارجية، حيث أعرب الطرفان عن رغبتهما في ترسيخ الحوار السياسي الثنائي وتقوية التعاون في القطاعات ذات المصالح المشتركة. وكان الملك محمد السادس هنأ الرئيس الجديد ميغيل دياز كانيل بيرموديز بمناسبة انتخابه قبل سنة رئيس كوبا، قائلا: “أغتنم هذه المناسبة، لأؤكد لفخامتكم حرص المملكة المغربية الوطيد على العمل مع جمهورية كوبا من أجل فتح صفحة جديدة في علاقتهما الثنائية”، ولخص الملك فتح صفحة جديدة في أن “تكون مبنية على الاحترام المتبادل للثوابت الوطنية لبلدينا، وإعطائها دفعة نوعية في شتى الميادين، لما فيه صالح لشعبينا الصديقين، وبما يسهم في دعم التعاون جنوب- جنوب”.