تحولت الجبهة الإنفصالية، في لحظة تيه سياسي إلى محام عن نظام ولاية الفقيه الحاكم بجمهورية إيران، مباشرة بعد إعلان المغرب لقطع علاقاته الديبلوماسية مع الجمهورية. وفي بيان أصدرته اليوم، وتحصل موقع "أخبارنا" على نسخة منه، نفت "البوليساريو" تلقيها أي دعم عسكري من "حزب الله" اللبناني المدعوم على جميع الأصعدة من طرف النظام الإيراني، وكأن المطلوب هو اعتراف الجبهة بتلقيها لدعم شيعة لبنان. وفي سياق دفاعها الجنوني عن إيران، وغير المقبول منطقيا، باعتبار اختلاف التوجهات والرؤى العقدية بين الطرفين، لكون إيران تحكمها نظرية ولاية الفقيه الدينية، و"البوليساريو" تدعي انتماءها للفكر اليساري والتحرري العلماني، اتهمت الجبهة الإنفصالية المغرب، باستغلال "السياقات الجهوية والدولية لخدمة أجندته التوسعية". وزيادة في استهدافها واستفزازها المفضوح للمغرب، قال الإنفصاليون في بيانهم بمناسبة قطع المملكة العلاقات مع إيران، أن المغرب "يهدف من خلال هذه الخطوة التي تنم عن انتهازية سياسية غلى تأمين موطئ قدم والتموقع ضمن المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة". وعاودت "البوليساريو"، نفيها بشكل جازم ل"أي وجود لأي مدرب أو حضور عسكري لأية قوة أجنبية، مضيفة أنها تعتمد على "العنصر والكادر الوطني الصحراوي بشكلي حصري"، وهنا نستحضر بشكل جلي التشابه بين خطاب الجبهة وخطاب "حزب الله"، فيما يتعلق بإنكار تلقي التنظيمين لأي مساعدة أو تمويل خارجي، بل إن جملة "الإعتماد على العنصر والكادر"، التي جاءت في بيان الجبهة يستعملها بشكل دائم "حزب الله" في بياناته، وأمينه العام في خطاباته المصورة...؟ وفي مناورة مفضوحة منها كما هي عادتها، حاولت "البوليساريو" الربط بين القرار المغربي بقطع العلاقات مع إيران، وتملصه(المغرب) من المسار التفاوضي مع الجبهة، وكأن المغرب يبق وقبل بمفاوضات مباشرة معها(الجبهة)، وهنا مربط الفرس بالنسبة للإنفصاليين، الذين يسعون جاهدين لمفاوضات مباشرة مع المغرب...الأمر الذي يرفضه المغرب بشدة ومنذ مدة طويلة. عموما، أظهر المغرب للعالم كله توفره على دلائل وبراهين، تورط تلقي "البوليساريو" لدعم عسكري من "حزب الله" الموالي لإيران...وهنا وجب التذكير أن العلاقات المغربية/الإيرانية تعرف تذبذبا منذ مدة ليست بالقصيرة. ف"المواجهة" المغربية/الإيرانية، ابتدأت منذ وصول "الخميني" للحكم وظهرت للعيان أكثر، بعد التوغل المغربي الإقتصادي/الديني/الثقافي في إفريقيا، توغل أصبح يهدد بشكل مباشر مصالح الشيعة في إفريقيا...