بكل تأكيد فإنه بعد " البلوكاج الحكومي " أصبح آخر مغربي يعرف جيدا أن تشكيل الحكومة لم ينتج بشكل رقمي عن نتائج انتخابات السابع من أكتوبر2016، بل نتج أساسا عن منطق القبول بأمر الواقع الذي فرضته القوة القاهرة المرتبطة بالمخزن و تجذراته الراسخة في كثير من أحزابنا السياسية . و هكذا فإن هذه الحكومة ستظل في المخيال الشعبي المغربي على طول سنوات هذه الولاية الحكومية مرتبطة باسم السيد "عزيز أخنوش" الذي ظهر بشكل مفاجئ كزعيم سياسي يقود تحالف أربعة أحزاب؛ فرض شروطا غزيرة في رسم التشكيلة الحكومية و برنامجها السياسي العام . و عليه فإن هذه الحكومة إذا حققت بعض الإنجازات الاقتصادية و الاجتماعية سيعود فضلها بكل تأكيد - حسب نظر الكثيرين- إلى السيد عزيز أخنوش ، مما سيكسبه تعاطفا شعبيا و مكاسب انتخابية مهمة باعتباره الزعيم المتحكم في حركات و سكنات الحكومة التي صار رئيسها السيد سعد الدين العثماني مجرد صورة يتيمة لن تحسب لها إلا أوزار التدبير الحكومي و إخفاقاته . بعبارة أخرى يمكن إيجاز المعادلة السياسية السائدة حاليا في المقولة الفقهية التالية " ما كان من حسنة للحكومة فمن المخزن و حكمته و تحكمه، وما كان من سيئة فمن نفس الإرادة الشعبية التي لم تحسن الاختيار " و لا أدل على كل هذا و ذاك هو أولى تصريحات بعض الوزراء الذين حرصوا فيها على القول بأنهم سيعملون على تنفيذ تعليمات عليا خاصة من أجل النهوض بالقطاعات التي يشرفون عليها ، مما ينفي من البداية بصمة رئاسة الحكومة في أي فضل محتمل.