هذا الصحابي هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، الذي استضاف رسول الله صلي الله عليه وسلم، في بيته إبان فترة هجرته من مكة إلى المدينةالمنورة، ثم استشهد عام 49ه / 669م أثناء محاولات المسلمين فتح القسطنطينية في عهد الدولة الأموية. وقد كان أبو أيوب الأنصاري قد ناهز الثمانين عندما شارك في حرب الروم بقيادة يزيد بن معاوية في خلافة الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وعندما استشهد أبو أيوب الأنصاري أوصى بأن يدفن في القسطنطينية وكان له ما أراد، ولم تسقط القسطنطينية في ذلك الوقت رغم حصار الأمويين الطويل لها، لكن قبر أبي أيوب الأنصاري وجد تقديرا كبيرا لدى البيزنطيين ولدى ملوكهم.
وقد نال أبو أيوب الأنصاري مكانة عظيمة في الثقافة العثمانية عند فتح القسطنطينية؛ فوفقا لبعض الروايات فإن الشيخ أق شمس الدين، معلم السلطان محمد الفاتح، رأي في منامه المكان الذي دُفن فيه أبو أيوب الأنصاري، وبعد فتح القسطنطينية أمر السلطان محمد الفاتح بتشييد مقبرة له في ذلك المكان، وأن تلحق به أقسام عدة.
ثم تم تشييد مسجد جامع باسم أبي أيوب الأنصاري، ومدرسة، ومقبرة، وحمام عثماني، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن أعمال التشييد بدأت في عام 863ه/1459م، وبدأ الجامع يأخذ شكله النهائي خلال السنوات التالية.
وأطلق على المسجد اسم جامع السلطان أيوب “Eyüp Sultan Camii ” وأصبح أول المساجد التي شيدها العثمانيون في إسطنبول، عقب فتح القسطنطينية عام 857ه / 1453م، وأكثر المساجد شهرة في تركيا.