ما تزال تداعيات الاعتصام الذي قامت به تنسيقية المتصرفين المتعاقدين بالتعاون الوطني تحدث ردود أفعال وتضامن واسع النطاق بالمغرب، و لم يعد الأمر مقتصرا فقط على الداخل، بل أصبح الأمر يتجاوز الحدود بفعل التحاق متضامنين أجانب يساندون أطر التنسيقية في الدفاع عن حقوقهم المشروعة في الترسيم خصوصا بعدما أبانت الإدارة عن رغبتها الإقصائية في إنهاء تعاقد أطر التنسيقية بعد خمس سنوات من العمل وبعد تزوير عقود عملهم، في واحدة من أبشع صور النصب و الظلم التي يعرفها قطاع التعاون الوطني، والتي ستخلف تشريد 20 أسرة ضربا لقيم حقوق الإنسان وللوثيقة الدستورية التي تنص على حق المواطنين في العمل الحياة الكريمة. ثلاثة أيام من الاعتصام إذا، 29،30 نونبر، و30 دجنبر 2016 أمام إدارة التعاون الوطني بالرباط مصحوبا بإضراب إنذاري عن الطعام، كانت كافية لوقوع مجموعة من الإغماءات في صفوف أعضاء التنسيقية والتي وصف بعضها بالخطير جدا بسبب معاناة المغمى عنهم من أمراض مزمنة جدا، ورغم كل ذلك لم تحرك الإدارة ساكنا، ولم تكلف نفسها أي عناء في الاتصال بالاسعاف لنقل المغمى عنهم، كل كلمات الجبن لا تفي بالغرض لتصوير مشهد الخزي والعار هذا، موظفون من خير أطر المؤسسة يتساقطون بفعل الإضراب عن الطعام وكأنهم في ساحة حرب للدفاع عن حقوقهم، و المسؤولون غير مبالين بهذه الأحداث، هل يا ترى ينتظرون مصرع أحد الأطر ليتحرك فيهم الضمير الميت، هل هذا هو المغرب الجديد، هل هل يعلم كبار المسؤولين بما يجري من ظلم على هاته الفئة؟ لكن رغم كل الآلام التي تعتصر قلب نساء ورجال النسيقية، لكن هناك دروس جملية تسطر بمداد من ذهب، وستروى للأجيال القادمة، إنها عزيمة الأبطال و إصرار الحق، معركة الحق والباطل، يصر فيها أطر التنسيقية على تحقيق مطالبهم مهما كلف الأمر، خصوصا وأن متعاقدين آخرين بقطاعات أخرى تمت تسوية وضعيتهم في ظل حكومة عبد الإله بنكيران. وابتداء من يوم الثلاثاء 06 دجنبر، ضرب المتصرفون المتعاقدون موعدا آخر مع التاريخ، حيث سيتم تنظيم اعتصام مفتوح أمام مقر إدارة التعاون الوطني بحسان، والكل عازم في هذه المعركة النضالية الشرعية على تحقيق مطلب الترسيم.